أطلق وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” تحذيراً إلى اليونان، من الاستمرار في سياستها تجاه بلاده، ملوحاً بمعاقبتها على ذلك، في ظل توتّر غير مسبوق في بحر “إيجة” بين البلدين.
وقال الوزير التركي في تصريح له اليوم الاثنين، إن اليونان “تواصل اختلاق المشاكل، وإذا أقدمت على مغامرة لحساب آخرين فعليها تحمل العواقب”.
ويشهد بحر “إيجة” نزاعاً كبيراً بين البلدين بسبب خلاف حول أحقية التنقيب واستخراج الطاقة، وملف ترسيم الحدود البحرية، واتهام أنقرة ﻷثينا باحتلال جزر تابعة لها، باﻹضافة للخلافات التركية – اﻷوروبية بسبب ملفات متعلقة بسوريا.
ويأتي ذلك بعد تهديد صريح من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أطلقه مطلع الشهر الحالي، حيث قال في 3 أيلول الجاري: “أيها اليوناني ، انظر إلى التاريخ. إذا ذهبت إلى أبعد من ذلك، فسيكون السعر باهظاً، لا تنسوا إزمير .. احتلال الجزر لا يلزمنا، سنفعل ما هو ضروري عندما يحين الوقت. كما نقول يمكن أن نأتي فجأة ذات ليلة”.
وتعترض تركيا على تسليح اليونان للجزر الصغيرة والشعاب المرجانية في انتهاك لمعاهدة “لوزان” لعام 1923 ومعاهدة باريس للسلام لعام “1947”، وقد سبّب ذلك أزمة في السابق اندلعت مع محاولات الجيشين اليوناني والتركي رفع علم على صخرة “كارداك” في 1995-1996، مما دفع البلدين إلى حافة الصراع.
وكان حزب الشعب الجمهوري (CHP) سأل الحكومة في عام 2004، عما إذا كانت الجزر التي وُضع عليها العلم اليوناني مملوكة لتركيا، لكن لم يتم تقديم جواب واضح، وفقاً لموقع “المونيتور”.
وقال “عصمت يلماز”، وزير الدفاع الوطني في 2015، إن الجزر يجب أن تكون خاضعة لتركيا، باستثناء تلك التي تم نقل سيادتها بموجب المادة 12 من معاهدة “لوزان” والمادة 14 من معاهدة “باريس”؛ وأضاف أن: “لدى اليونان ممارسات مبنية على سياسة اﻷمر الواقع لكنّ ذلك لا يغير وضعها القانوني”.
ويبلغ عدد الجزر المتنازع عليها 20 جزيرة و”صخرتان”، وذلك بحسب جنرال تركي قال إنه تمّ نشر 14 قاعدة عسكرية يونانية و 6000 جندي يوناني عليها.
وتتهم تركيا دول الغرب بدعم اليونان ضدّها، فبينما تم استبعادها من برنامج F-35 بسبب صواريخ S-400 الروسية، طلبت اليونان شراء 40 طائرة من طراز F-35 على دفعتين، كما وافقت واشنطن على ترقية 84 طائرة من طراز F-16 في أسطولها.
ووافقت فرنسا عام 2021 على إضافة 24 طائرة مقاتلة من طراز “رافال” إلى الأسطول اليوناني، كما من المخطط زيادة عدد طائرات “رافال” إلى 40 واحدة بحلول عام 2025.
يشار إلى أن تركيا أعربت عن استعدادها للحوار مع اليونان وعقد اجتماعات في شهر حزيران الماضي، لحل الخلافات عبر التفاوض، إلا أن المفاوضات لم تحدث.