أكّدت عدّة مصادر استخباراتية وعسكرية وجود تحوّل في إسترتيجية القصف اﻹسرائيلي لمواقع إيران ونظام اﻷسد في سوريا، عقب قصف مطار حلب ومطار دمشق.
ونقلت وكالة “رويترز” عن “مصادر دبلوماسية ومخابراتية في المنطقة” أن إسرائيل “كثفت ضرباتها على المطارات بهدف تعطيل خطوط الإمداد الجوي التي تستخدمها طهران، على نحو متزايد لتوصيل الأسلحة لحلفائها في سوريا ولبنان، ومنهم حزب الله”.
وأشار التقرير إلى أن إيران تستخدم النقل الجوي باعتباره “وسيلة يمكن الاعتماد عليها بقدر أكبر من الثقة في نقل المعدات العسكرية لقواتها في سوريا”.
ولفت المصدر إلى وجود “اضطراب” في حركة النقل بطريق البر ضمن الأراضي السورية، في إشارة إلى الهجمات المتكررة التي تتعرض لها ميليشيات إيران ونظام اﻷسد بالبادية السورية.
وأضاف أن “إسرائيل ترى منذ زمن طويل في ترسيخ إيران لأقدامها في سوريا تهديداً لأمنها القومي، وهي توسع نطاق ضرباتها لتعطيل الوسيلة الجديدة لنقل الأسلحة”.
من جانبه أشار “قائد عسكري مطّلع على الأمر في تحالف إقليمي مدعوم من إيران” إلى أن أحدث الضربات ليل الأربعاء الماضي ألحقت أضراراً بمطار حلب قبل قليل من وصول طائرة قادمة من إيران.
كما قال “مصدر مخابراتي غربي يعمل في المنطقة وعلى دراية بأهداف الضربات” إن الضربة استهدفت أيضاً منع وصول طائرة شحن، فيما رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على التقارير.
وأضاف أن الدافع وراء هذا التحول هو “استخدام إيران المتزايد لشركات الطيران التجارية في نقل الأسلحة إلى المطارين السوريين الرئيسيين بدلاً من النقل البري”.
وأشار المصدر المخابراتي إلى أن “معلومات المخابرات الإسرائيلية أكدت استخدام المزيد من الرحلات في نقل الأسلحة ونقل (قطع) العتاد العسكري الصغيرة التي يمكن تهريبها في الرحلات الجوية المنتظمة من طهران”.
واعتبر “رام بن باراك” رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في “الكنيست” أن “هدف إسرائيل في سوريا هو منع تنفيذ خطة إيران الرامية إلى إقامة جبهة أخرى ضد إسرائيل في سوريا وتعزيز قدرات حزب الله في لبنان”.
وأضاف في مقابلة مع “إذاعة 102 إف.إم” في “تل أبيب” أن “إسرائيل تمكنت من إحباط هذه الخطة بطرق مختلفة”.
من جانبه لفت “مصدر منشق عن قوات النظام” إلى أن مثل هذا العتاد يشتمل في العادة على المكونات الصغيرة للطائرات المسيرة، وأجزاء الصواريخ دقيقة التوجيه، ومعدات الرؤية الليلية التي من السهل وضعها في صندوق من الورق المقوى في طائرة مدنية”.
وأضاف أن عمليات النقل البري عبر العراق وسوريا إلى لبنان صارت أقل جاذبية منذ ظهور الشقاقات الداخلية والصراعات على النفوذ على طول الحدود العراقية السورية التي تتمركز فيها ميليشيات عراقية مسلحة مدعومة من إيران، في ما يعطل النقل عبر الحدود.
ومضى قائلاً إن إيران وحلفاءها بدأوا في الاعتماد بصورة متزايدة على مطار حلب لنقل الأسلحة بعدما قصفت إسرائيل مطار دمشق في يونيو/حزيران.
وقال “مصدر دبلوماسي في المنطقة” للوكالة، إن هذه الضربات علامة ومؤشر على تحول في الأهداف الإسرائيلية، حيث “بدأوا في ضرب البنية التحتية التي يستخدمها الإيرانيون في إمدادات الذخائر إلى لبنان”.
وقال “نوار شعبان” وهو محلل في مركز عمران للدراسات الإستراتيجية الذي يركز أبحاثه على سوريا، إن “الضربات تقدم أدلة على الأماكن التي تعمق فيها إيران الآن تمركزها بسوريا”.
وأضاف أن الضربات التي كانت تتركز قبل سنوات على مناطق حول “دمشق” ومناطق عسكرية في شمال غرب سوريا، امتدت الآن إلى “حلب”، بل والمناطق الساحلية، مما يسلط الضور على المناطق التي ترى فيها إسرائيل تهديداً استراتيجياً لها.
وأوضح شعبان أن “الشيء الخطير يتمثل في أننا عندما ننظر إلى هذه المناطق التي تتعرض للقصف فإننا نستنتج أن (وجود) إيران تمدد بشكل أكبر”.
وكانت الخارجية الروسية قد حذّرت أمس إسرائيل من عواقب استمرارها في ضرباتها ضدّ “البنى التحتية” واستهداف المطارات بسوريا.