طالبت الحكومة اللبنانية في بيان الاتحاد الأوروبي بدعمها في ملف إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، معلنة أنها لم تعد قادرة على تحمّل تبعات وجودهم، وملوّحة بموجات هجرة جديدة، بعد اعتراض دول الاتحاد على خطة أعلنت عنها بيروت الشهرَ الماضي.
وكانت بروكسل قد أعلنت رفضها للخطة اللبنانية التي تضمّنت إعادة 15 ألف سوريّ قسراً إلى مناطق سيطرة نظام اﻷسد، فيما قالت “هيومن رايتس ووتش” ومنظمات أخرى إنه سيكون انتهاكاً لحقوق اللاجئين، لكنها دعت دول الغرب لدعم بيروت في “استضافة اللاجئين”، ووصفت اﻷمم المتحدة من جانبها التحرك اللبناني بالمُخالف لكافة اﻷعراف والمواثيق الدولية.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، أمس الجمعة، إن البلاد “تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخها المعاصر، والتي بات معها يعيش 80 بالمئة من اللبنانيين تحت خط الفقر”، معتبرةً أن “الوجود الكبير للاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية شكل سبباً رئيسياً للأزمة الاقتصادية العميقة التي يعاني منها لبنان”.
ودعا لبنان الدول اﻷوروبية لدعمه في عدّة مرات سابقة، كان آخرها ما صرّح به وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، مطلع شهر أيار الماضي، من أن بلاده لن تتعاون مع الأوروبيين في إبقاء اللاجئين السوريين على أراضيها، وأنه على بروكسل أن تتعاون معها في وضع “خريطة طريق” لحل الملف.
وأضاف البيان أمس أن “استمرار ربط العودة بالحل السياسي في سوريا، في ظل انسداد الأفق السياسي، يعني بقاءهم في لبنان إلى أجل غير مسمى”، حيث أن “التطورات الدولية المتسارعة أدت إلى تغيّرات جذرية في أولويات المجتمع الدولي واهتماماته، بعيداً عما يحصل في سوريا”.
ويعاني لبنان حالياً من أزمات كبيرة في قطاعات مختلفة، تفاقمت حدّتها مع نقص مادّة الخبز، والاتهامات للسوريين بالتسبب في جزء كبير من المعاناة بسبب عددهم الذي يشكّل 20%، من السكان المحليبن، وفقا لتقديرات رسمية.
بيروت تحذّر أوروبا
اعتبر البيان أن دول الاتحاد اﻷوروبي قد تتعرّض لموجات هجرة جديدة انطلاقا من لبنان، في حال لم تتعاون معه لإيجاد حلّ، يضمن الاستقرار للطرفين.
وقالت الخارجية إنه “لن يكون أحدٌ بمنأى عن تداعيات هذه الأزمة، ولا سيّما مع تزايد ظاهرة قوارب الهجرة غير النظامية المتجهة إلى أوروبا”.
واستدرك البيان قائلاً إن “السلطات اللبنانية تشدّد على منع الهجرة غير الشرعية”، إلا أنها لا تستطيع القضاء عليها بشكل كامل.
وأضاف أن لبنان “لم يعد قادراً على الاستمرار بالوسائل التقليدية المتّبعة الآيلة إلى إبقاء اللاجئين في أماكن وجودهم”، وأنه يجب “البحث عن وسائل لإعادتهم إلى ديارهم بصورة كريمة وتدريجية وآمنة”.
يُذكر أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، اعترض على الخطة اللبنانية في حديث صحفي منذ نحو أسبوعين، ووصفها بـ”الهراء”، مؤكداً أن نظام اﻷسد لا يهتم بإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، ومنتقداً طريقة تعاطي الحكومة اللبنانية مع الملف.