حمّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كلا من موسكو وواشنطن وطهران مسؤولية التغاضي عن ممارسات قوات قسد في شمال سوريا، مجددا التأكيد على استمرار بلاده في محاربتها.
يأتي ذلك بعد أيام من انتهاء قمة طهران الثلاثية التي عقدت الأربعاء الماضي، والتي لم يتوصل خلالها إلى توافق بين روسيا وإيران وتركيا حول العملية العسكرية في الشمال السوري.
وتشنّ القوات التركية ضربات مدفعية وصاروخية مركزة على مواقع قسد، منذ صباح اليوم، بالقرب من تل رفعت ومنبج شمال وشرقي حلب، كما تستهدف مواقع قسد بكثافة قرب الحسكة في شمال شرقي البلاد.
وقال أردوغان في حديث بثّته هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي آر تي”، مساء أمس الإثنين، إن سوريا “أصبحت بؤرة للتنظيمات الإرهابية، لذلك على إيران وروسيا واتخاذ موقف حيال سوريا، وخاصة في غربي وشرقي الفرات، حيث إن قسد تواصل هجماتها على المدنيين وعلى بلدنا، ونقلتُ لبوتين ورئيسي تصميمنا على مكافحتها خلال القمة”.
وأشار إلى أنه تشاور بالتفصيل مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي، حول الجوانب المختلفة للنزاع في سوريا في إطار قمة أستانة الأخيرة، مجددا التأكيد على أهميتها.
كما خاطب الإدارة اﻷمريكية قائلا إن “تعامل الولايات المتحدة مع تنظيم واي بي جي (قسد) سيؤدي إلى سقوطها في الحفرة التي حفرتها”.
تركيا ماضية في مشروع “المنطقة اﻵمنة”
كشف أردوغان عن بناء بلاده حتى الآن 100 ألف مسكنٍ للنازحين شمالي سوريا، بهدف تأمين أكبر عدد ممكن من ملايين النازحين شمال غربي البلاد، وعودة من يرغب من السوريين في تركيا.
وقال إن أنقرة عازمة على بناء 250 ألف مسكنٍ كمرحلة أولى، مضيفا أن: “عيش الناس في الخيام بهذا الشكل لا يتوافق مع القيم الإنسانية والإسلامية”.
يشار إلى أن الحكومة التركية تسعى من خلال بناء تلك المساكن إلى إقناع نسبة من السوريين اللاجئين لديها بالعودة، عبر طرح حوافز كشف عنها وزير الداخلية الشهر الماضي، منها إمكانية تملك السوري للبيت في حال اﻹقامة فيه لفترة معينة.