تستعدّ القوات اﻷوكرانية لشنّ عملية معاكسة ضد قوات الغزو الروسي، في جنوب شرقي البلاد، حيث تراجعت مؤخرا أمام الضربات الروسية المستمرة والعنيفة، وسط تأكيدات غربية بمواصلة الدعم وعدم التخلي عن كييف.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبراء عسكريين وصفَهم للهجوم المرتقب بأنه مفصلي وهام، حيث سيحدّد ملامح الحرب والمواجهات خلال الفترة المقبلة، وسيكشف ما إذا كانت روسيا ستخسر رهانها على الغزو أم لا.
وتوعّدت القوات اﻷوكرانية مؤخرا باستعادة السيطرة على منطقة خيرسون الإستراتيجية، مع وجود نقص في اﻹمدادات ومع التفوّق الروسي بالعتاد، خصوصا المدفعية والطيران.
وتأتي أهمية خيرسون من كونها أول منطقة تسقط تحت السيطرة الروسية، و”ستكون استعادتها انتصارا رمزيا وإستراتيجيا لكييف”، وفقا لتقرير “أ ف ب”، إذ ستعني استعادتها طرد القوات الروسية من منطقة رئيسية شمال معقلها أي شبه جزيرة القرم، وقطع الطريق أمام الكرملين لشن هجوم مستقبلي غربا على طول ساحل البحر الأسود إلى أوديسا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم السبت، إن قواته “تتقدّم خطوة خطوة في منطقة خيرسون”، مشيرا إلى إصرارها على استعادته.
وتسعى القوات الأوكرانية للحفاظ على خط المواجهة في المنطقة، ريثما ينطلق الهجوم الجديد، في انتظار إمدادات غربية بالمدفعية، حيث “ستكون المعركة المقبلة اختبارا أساسيا للقوات الأوكرانية لتحديد ما إذا كانت، في ظلّ تزويدها بأسلحة غربية جديدة، ستتمكن من ردع الروس وتحرير كامل أراضيها”.
وذكرت مصادر استخباراتية غربية أن موسكو تعزز دفاعاتها في الجنوب لردع أي هجوم، فيما صعّدت من ضرباتها على مدينة ميكولايف القريبة في محاولة لوقف أي هجوم أوكراني.
وكانت الولايات المتحدة قد زوّدت أوكرانيا بأسلحة خاصة في المنطقة الجنوبية، أهمّها منظومات صواريخ موجهة من طراز هيمارس التي يبلغ مداها 80 كيلومترا؛ الهدف منها تدمير مخازن الأسلحة ومراكز القيادة وتعطيل خطوط الإمداد في الأراضي المحتلة.
واستهدفت القوات الأوكرانية مؤخرا جسرا رئيسيا على نهر دنيبر يؤدّي إلى مدينة خيرسون، في محاولة لقطع الطريق أمام القوات الروسية المنتشرة في المدينة.
ويأمل جنود أوكران بإرسال مزيد من صواريخ هيمارس إلى الجبهة الجنوبية، وخصوصا أن أوكرانيا ليست لديها سوى كمية قليلة تنشرها على طول خط المواجهة الذي يزيد طوله على ألف كيلومتر، وفقا للوكالة نفسها.
يشار إلى صعوبة معرفة الحجم الحقيقي لخسائر الطرفين، لكنّ وزارة الدفاع البريطانية، ذكرت في تقرير نشرته سابقا، أن الروس خسروا عددا كبيرا من الجنود يضاهي ما فقدوه خلال حرب الاتحاد السوفياتي على أفغانستان.