باتت أسعار الخبز المرتفعة مرهقة جداً للسوريين في منطقة شمال غرب سوريا عموماً، ومحافظة إدلب خصوصاً، نتيجة غياب الدعم، في ظل الارتفاع العالمي والمحلي بأسعار القمح والمحروقات.
وتعاني معظم دول العالم من أزمة تتعلّق بالقمح، وفي مقدّمتها دول الشرق اﻷوسط وشمال أفريقيا، نتيجة انقطاع إمدادات القمح اﻷوكراني بسبب الغزو الروسي، لكن اﻵثار كانت أشد وطأة على الفئات اﻷكثر ضعفاً في شمال غرب سوربا.
ويبلغ سعر “ربطة” الخبز الواحدة في محافظة إدلب وريف حلب الغربي 5 ليرات بوزن 475 غراماً، بموجب آخر قرار أصدرته حكومة اﻹنقاذ نهاية الشهر الماضي.
وكانت “اﻹنقاذ” قد قدّمت دعماً للخبز في مناطق سيطرتها شمل نحو 40 فرناً، ووجّهت منذ شهر أيلول من العام الماضي ببيع الربطة بسعر 2.5 ليرة تركية بوزن 600 غرام، حتى شهر آذار الماضي حيث عاد السعر إلى 5 ليرات.
وتَبِعَ رفع الدعم تخفيضُ وزن الربطة إلى 525 غراماً، مع تراجع سعر صرف الليرة التركية، وارتفاع أسعار الطحين، ثم انخفض الوزن بمقدار 75 غراماً نهاية شهر حزيران/ يوليو المنصرم.
أزمة أقلّ وطأة في ريف حلب
رغم ارتفاع سعر الخبز مقارنة بمستوى الدخل المحلّي، في ريفي حلب الشمالي والشرقي، إلا أن وجود دعم نسبي للأسعار، التي حُدّدت بقيمة أقل منها في إدلب أصلاً؛ ساهم في تخفيف عبء شراء المادة اﻷساسية عن كاهل السوريين في هذه المنطقة.
ويبلغ سعر ربطة الخبز في ريف حلب 5 ليرات بوزن 700 غراماً، فيما تقدّم المجالس المحلية خبزاً بقيمة 2 ليرة، يغطي نسبة لا بأس بها من احتياجات المدنيّين.
وتبقى اﻷوضاع المعيشية صعبة جدّاً أمام السكان والنازحين في شمال غرب سوريا، جراء جملة من العوامل السلبية.
“منسقو استجابة سوريا” توجّه نداءً ﻷصحاب العلاقة
أكدت منظمة “منسقو استجابة سوريا”، في بيان، أن تأمين مادة الخبز بشكل يومي للنازحين ضمن المخيمات بات أمراً مرهقاً، حيث لم تعد آلاف العائلات قادرة على مجاراة تغيير اﻷسعار الذي حرمهم حتى من الحصول الاعتيادي على حاجتهم.
ويلجأ العديد من النازحين ضمن المخيمات إلى تأمين البديل عن طريق أفران التنور لكنّ تأمين مادة الطحين ليس بالهيّن أيضاً.
وتلجأ النساء في المخيمات إلى طهو المأكولات المعتمدة على الأرز والبرغل، والتي يمكن الاكتفاء بها في وجباتهم ولا يحتاج تناولها إلى وجود الخبز المساند لها.
وتحتاج العائلات الموجودة داخل المخيمات – وفقاً للمنظمة – والتي يتجاوز عددها أكثر من 328 ألف عائلة إلى أكثر من مليون ربطة خبز يومياً ضمن الحد الأدنى ، في حين لاتساهم المنظمات الإنسانية بأكثر من 4% من احتياج مادة الخبز.
وطالب البيان المنظمات الإنسانية بـ”العمل على تأمين مادة الخبز التي يصعب الاستغناء عنها والتي تعتبر العصب الحيوي لغذاء العائلات ،وذلك بغية تحقيق الاستفادة الكاملة لكافة النازحين والذين يقبعون تحت خط الفقر”.