تتأثر البلاد بأجواء صيفية حارة، مع رياح نشطة ومتقلبة، مما يعيق جهود الدفاع المدني السوري في إطفاء الحرائق المشتعلة بمنطقة الساحل غربي البلاد، فيما دخلت المعركة مع النيران يومها الثامن.
وتتعرض المنطقة لكتلة هوائية حارة حتى يوم الأحد، وفقا لتوقعات مكتب الإنذار المبكر للعوامل الجوية في الدفاع المدني السوري، والتي تشير إلى رياح غربية نشطة نسبياً إلى نشطة تتراوح ما بين 25 و35كم/ساعة، وتترافق بهبات نشطة إلى قوية تتراوح ما بين 45 و55كم/ ساعة.
ويقول الدفاع المدني إنه يخوض “سباقا مع الزمن، تقوّضه سرعة الرياح”، حيث “تواصل فرق الإطفاء بمساندة الفرق التركية والأردنية وبدعم الطائرات السورية والتركية واللبنانية والأردنية عمليات إخماد الحرائق الحراجية الضخمة في ريف اللاذقية، ضمن خطط استجابة مهنية لغرف العمليات المشتركة عبر توزيع قطاعات العمل وتنسيق الإمدادات اللوجستية والبشرية وتأمين الدعم الجوي للفرق العاملة على الأرض”.
وتحدّ طبيعة الجبال الصخرية الوعرة والمنحدرات المنخفضة في الوديان، من وصول آليات ورجال الإطفاء لبؤر الحرائق، بالإضافة لانتشار مخلفات الحرب في المنطقة وبُعد مصادر المياه، مما مكّن الحرائق من التهام نحو 14 ألف هكتار من المساحات الخضراء، واضطرت مئات العائلات إلى ترك منازلهم.
وتواصل الفرق في منطقة الشيخ حسن بناحية قسطل معاف شمال اللاذقية العمل لليوم الثامن على التوالي في إخماد حرائق الغابات، حيث يزيد التغير المستمر باتجاهات الرياح من صعوبة الإخماد مع ارتفاع درجات الحرارة والعدد الكبير للبؤر النارية، وكذلك الحال بالقرب من تلة النسر في جبل التركمان، وفي غابات الفرنلق حيث تصاعدت سحب دخانية كثيفة وعالية.
ويؤكد إبراهيم ديوب، المتطوع في الدفاع المدني السوري، أن الصعوبات الكبيرة التي تواجههم في عمليات الإطفاء أوصلتهم لمرحلة الإرهاق والتعب، لكنهم مصرّون على المتابعة.
وكان مدير الدفاع المدني السوري في الساحل، عبد الكافي كيال، قد قال أمس الأربعاء إنه يرجح السيطرة على الحرائق، والبدء بعمليات التبريد في وقت قريب، حيث أن بؤر الحرائق المشتلعة تقلصت بشكل كبير، كما عملت فرق الإطفاء على تقسيم مواقع الحريق، وفتح طرقات جديدة.
يأتي ذلك فيما أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للمساعدة بناء على طلب وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، حيث من المقرر أن تنطلق الطائرات للمساعدة في الإخماد من قواعد بقبرص، لكن المصادر لم تحدّد موعدا لذلك.