تسبب غلاء أسعار العلف الحيواني إلى بروز مشاكل ومعوقات أمام أصحاب الثروة الحيوانية شمال سوريا ، إلا أن المشكلة اﻷكبر تهدد مربّي اﻷغنام، الذين لحقت بهم خسائر فادحة على مدى العامين الأخيرين.
ومنذ اجتياح قوات نظام اﻷسد والقوات الروسية لريفي إدلب وحماة الشرقيين، فضلا عن مناطق واسعة من ريفي حلب واللاذقية؛ هاجر عدد كبير جداً من رؤوس الماشية إلى ما تبقى من مساحة صغيرة في شمال غرب سوريا، وهو ما نتج عنه تكدّس أعداد كبيرة في مساحة ضيقة جدّاً للرعي.
وزادت المشكلة مع ارتفاع أسعار كافة المواد بما فيها العلف، حيث يتجاوز سعر الكيلو الواحد 10 ليرات تركية، وهو رقم كبير، اضطر معه كثير من أصحاب اﻷغنام إلى بيع نصف مواشيهم ﻹطعام النصف الثاني بثمن اﻷول، بينما تستمر الثروة الحيوانية بالتضاؤل.
واختار أصحاب الأغنام بيع صغار اﻹناث، للحفاظ على الخرفان، وهو ما يهدّد إمكانية التوالد ويزيد عدد الذكور، حيث يُقبل السكان على شراء لحم إناث صغار الغنم المعروفة بـ”الفطائم” لانخفاض سعرها نسبياً مع جودة لحمها.
وتدخّلت حكومة اﻹنقاذ بحظر بيع هذا النوع، وألزمت الجزّارين ببيع الخرفان فقط، لكنّ القرار يتمّ تطبيقه في المدن والبلدات الأكبر، فيما يتم تجاهله من قبل كثير من الجزّارين في اﻷرياف.
ويطالب الجزّارون ومربّو اﻷغنام حكومة اﻹنقاذ بمعالجة جذر المشكلة، معتبرين أن قرار المنع لا يمثّل حلاً، فيما تبرّر الحكومة إجراءها بدواعي الحفاظ على مخزون الثروة الحيوانية.
ويبلغ سعر كيلو اللحم اليوم 120 ليرة للخروف، وهو سعرُ مرتفع بالنظر لمستوى الدخل، مما يعود سلباً على عمليات الشراء والطلب، ويضع مربّي اﻷغنام أمام واقع صعب.
يقول أحد مربّي اﻷغنام لـ”حلب اليوم” إنه خرج من قريته شرقي إدلب إبان الحملة الروسية اﻷخيرة نهاية عام 2019 بنحو 120 رأساً من الغنم، إلا أنه لا يملك اليوم سوى 50 منها، ويتخوّف من فقدان ما تبقى في ظل هذا الوضع.
ويشرح المربّي كيف اضطر لبيع 70 رأساً من الغنم على مدى أكثر من عامين، من أجل تأمين العلف للباقي، وأيضاً من أجل مواجهة أعباء النزوح وتكاليفه مع انعدام فرص العمل أمامه.
يشار إلى أن قطاعات تربية اﻷبقار واﻷسماك والدواجن تعاني أيضاً واقعاً صعباً، لكنها ما تزال تبدو قادرة على الاستمرار رغم العقبات.