قال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن عدداً من المعامل والورش الموجودة في مدينة “حسياء الصناعية” جنوب محافظة حمص أوقفت العشرات من عمالها، بعدما اضطرت لتخفيض ساعات العمل بسبب الارتفاع الكبير الذي طال مادة المازوت الذي تحتاجه لتشغيل المولدات اللازمة لإكمال عملها المعتاد.
وأضاف مراسلنا أن شركة “المتين” إحدى أكبر شركات تصنيع المواد البلاستيكية خفضت ساعات عملها بنحو 35 بالمئة، بعدما كانت تعمل على مدار 24 ساعة بالتزامن مع وصول سعر ليتر المازوت لما يقارب الـ 6500 ليرة سورية، لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية.
“محمد الأسمر” أحد العاملين ضمن شركات القطاع الخاص في مدينة حسياء الصناعية قال: إن عشرات المعامل الصناعية ومعامل تصنيع البلوك وكسارات مواد البناء توقفت عن العمل بشكل نسبي، بالوقت الذي قامت إدارة تلك المعامل بإبلاغ موظفيها عن توقفهم عن العمل للتخفيف من وطأة المصاريف المالية المطالبين بدفعها مع نهاية كل شهر.
وأشار ” الأسمر” إلى أن الخطوات المتخذة من قبل إدارة المعامل الصناعية تسببت بكارثة فعلية بحق موظفيها الذين لا يملكون أي عمل آخر، في ظل الأزمة المعيشية وارتفاع منسوب البطالة المتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وعلى الرغم من إلزام الشركات الصناعية لموظفيها بدفع تأمينات مالية تقتطع من رواتبهم الشهرية، إلا أنها رفضت دفع تلك التأمينات بحجة عدم وجود سيولة مالية لديها في المرحلة الراهنة، الأمر الذي أرغم الموظفين الموقوفين عن العمل للتأني قبل اتخاذ أي إجراء قانوني من خلال التوجه للقضاء منتظرين بارقة أمل قد تعود بهم إلى تلك المصانع لسدّ احتياجاتهم اليومية.
وانعكس ارتفاع أسعار المحروقات سلباً على حركة مشاريع الإعمار والترميم التي تشهدها مدن ريف حمص الشمالي التي بدورها توقف متعهدي البناء عن عملهم، بعد أن ارتفعت أسعار مواد البناء المرتبطة مع غلاء المحروقات بشكل جذري لأكثر من الضعف لمعظم المواد.
ورصد مراسل “حلب اليوم” في حمص ارتفاع سعر البلوك إلى ما يقارب 1500 ليرة للحبة الواحدة، وسعر الهوردي لنحو 1800 ليرة، بينما بلغ سعر متر البحص 45 ألف ليرة، وسعر متر الرمل الأرواني 75 ألف، الأمر الذي دفع بمتعهدي البناء لتعليق أعمالهم حتى إشعار آخر.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الكهرباء في حكومة الأسد أصدرت قراراً يقضي بموجبه بقطع الكهرباء عن كامل المنطقة الصناعية في مدينة حسياء لمدة ثلاثة أيام بدأً من الخميس ولغاية يوم الأحد صباحاً الأمر الذي أجبر أصحاب المنشآت الصناعية على تشغيل المولدات التي تعمل على “الديزل” لإكمال أعمالهم قبل أن ترتفع أسعار المازوت ما دفعهم لتخفيض ساعات العمل وصرف العشرات من عمالهم لمواجهة مصير مجهول.