أبدى نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “دميتري بوليانسكي”، أمس الجمعة، معارضة موسكو لتمديد إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، متهماً المجتمع الدولي بعدم بذل الجهود الكافية لدعم مشاريع إعادة الإعمار المبكر، حسبما نقلت شبكة “RT” الروسية.
وقال “بوليانسكي” خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع الإنسانية في سوريا، “من المرجح أن نسمع اليوم كثيراً من التصريحات عن أهمية هذه الآلية بالنسبة للاجئين السوريين وضرورة تمديدها أو حتى توسيعها، وتعلمون أن موقفنا بهذا الشأن يختلف ولا يمكننا تجاهل الحقيقة المتمثلة في أن هذه الآلية، في حال تسمية الأمور بمسمياتها، تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيه”.
وأضاف “بوليانسكي” أن روسيا سمحت غير مرة بإقناعها بالموافقة على تمديد هذه الآلية إلى حين بدء إيصال المساعدات على نطاق كامل عبر خطوط التماس مع قوات النظام، مشيراً إلى أن مجلس الأمن أصدر قراراً بهذا الصدد رقم 2585 الذي ينص خصوصاً على دعم مشاريع إعادة الإعمار المبكر في سوريا.
ولفت “بوليانسكي” إلى أن الوضع على الأرض لم يتغير، على الرغم من محاولة أعضاء آخرين في مجلس الأمن إقناع روسيا بوجود نزعات إيجابية هناك، مشدداً على أن موسكو “لا ترى جهوداً منتظمة” في هذا السبيل.
وأوضح المندوب الروسي أن مشاريع إعادة الإعمار المبكر في سوريا لا تتلقى الاستجابة المناسبة من قبل المانحين، معتبراً أن أكبر مشكلة في هذه المسألة تكمن في وضع هؤلاء المانحين شروطاً سياسية مسبقة، ما يتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة.
نحو 14.6 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية
وفي السياق، أكد مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة السفير، “جيمس كاريوكي”، أن عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في سوريا في تصاعد، حيث بلغ عدد المحتاجين عام 2014 أكثر من 10 ملايين شخص، أما الآن فإن نحو 14.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
ودعا “كاريوكي” إلى توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، لافتاً إلى أن الشعب السوري بحاجة إلى مزيد من الدعم من المجتمع الدولي، نتيجة لأزمة الغذاء العالمي المتزايدة.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد في التاسع من تموز 2021، قراراً جدد من خلاله آلية دخول المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
يذكر أن روسيا عمدت منذ نهاية عام 2019 إلى تخفيض المساعدات المرسلة إلى الشمال السوري بشكل حاد، حيث يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين شخص، جلهم من الأطفال والنساء، واشترطت إدخالها من معابر تابعة لمناطق سيطرة قوات النظام.