عقدت القيادة العسكرية التابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني، أمس الخميس، اجتماعاً مع أهالي ووجهاء عدد من قرى ريف حمص الشرقي، أبلغت خلاله أهالي المنطقة الشرقية بضرورة مساعدة عناصرها الذين تم توزيعهم على الطرقات الرئيسية لحماية أمن المنطقة والتبليغ عن أي تحركات مشبوهة في المنطقة.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بإعلام وجهاء قرى مسعدة وجب الجراح والمسعودية الذين حضروا الاجتماع، بأن أمن المنطقة بات بيد عناصر الحزب بناء على تفاهمات مع نظام الأسد، الأمر الذي استنكره الأهالي باعتبار أن من بينهم عشرات الضباط من رتب عسكرية متفاوتة يخدمون ضمن قوات النظام.
وأوضح مصدر محلي لمراسلنا عن رفض “الحاج مهدي”، المسؤول العسكري ضمن قطاع القرى الشرقية من ريف حمص، منح ذوي الضباط المحسوبين على نظام الأسد بطاقات أمنية من قبل الحزب لتسهيل مرورهم وتنقلاتهم على حواجز حزب الله المنتشرة في المنطقة، الأمر الذي أثار حفيظة المجتمعين وطالبوا بعقد اجتماع إضافي يحدد لاحقاً بعد التشاور مع مسؤولين ضمن حكومة النظام.
وبين المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية، تخوف أهالي المنطقة من فرض ميليشيات حزب الله سطوتها على القرى المذكورة آنفاً، وسلبهم الامتيازات الحاصلين عليها من السلطات الأمنية التابعة لنظام الأسد باعتبار أنهم ساندوه بقمع المناطق التي ثارت على نظامه خلال أعوام الثورة التي شهدتها محافظة حمص في وقتٍ سابق.
ونشرت ميليشيا الحزب عشرات الحواجز الأمنية منذ أواخر العام الماضي على الطرق الرئيسية الواصلة بين قرى المسعودية ومسعدة وجب الجراح مع منطقة مهين، التي باتت أحد أهم مستودعات الذخيرة والصواريخ التي تحاول إخفائها الميليشيات المدعومة من قبل إيران في المنطقة تجنباً لاستهدافها من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن تحركات ميليشيا حزب الله اللبناني في المنطقة تصب في مصلحة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذي بدأ بتوسيع مناطق نفوذه في ريف حمص الشرقي نظراً لأهميته الاستراتيجية، باعتباره الشريان الاقتصادي المغذي لمحافظات الداخل السوري بالنفط الخام من مناطق شمال شرق سوريا.