قال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن أسعار المواد الغذائية التي تحتاجها الأسرة بشكلٍ يومي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق خلال النصف الأول من شهر شباط الجاري، الأمر الذي ألقى بظلاله الثقيلة على أكتاف أرباب الأسر الذين وقفوا عاجزين عن تأمين احتياجات عائلاتهم.
ورصد مراسلنا ارتفاع سعر كيلو البرغل البلدي لأعلى مستوى شهدته محافظة حمص قبل، وخلال أعوام الثورة التي مرّت بها المنطقة مسجلاً سعر 5500 ليرة سورية للكيلو الواحد، الأمر الذي لم يعتدّ عليه الأهالي نظراً للإنتاج السنوي الذي كانت تنتجه المناطق الريفية موفرة الاحتياج اللازم لأبنائها.
ونقل مراسلنا عن عدد من أهالي مدينة حمص قولهم إن البرغل البلدي بات طبقاً شبه يومي لمعظم السكان الذين يعانون من ضعف المردود المادي في ظل تردي الأوضاع المعيشية، إلا أن أحداً لم يكن يتصور بأن يصبح امتلاك ثمن طبخة البرغل حلم من الصعب تحقيقه.
المهندس الزراعي “حمادة.س” قال إن شحّ الأمطار في العام الفائت تسببت بتراجع نسبة إنتاج الأراضي الزراعية لمادة القمح، الذي يعتبر من المؤن الأساسية لجميع السكان، وهو ما باتت تظهر نتائجه خلال المرحلة الراهنة.
وأشار المهندس إلى أن شريحة واسعة من المزارعين أقدموا على قلب القمح “تغيير نوع الزراعة” بعد زراعته بنحو 20 يوماً، وذلك بسبب الأمراض التي حلّت به نظراً لغياب الأمطار الموسمية، وعدم توفر البديل “ساقية الري” أو بأحسن الأحوال الري عبر الآبار التي تحتاج إلى مضخات تعمل على الديزل (المازوت) والذي ارتفع سعر الليتر الواحد إلى 4500 ليرة في المرحلة الحالية.
ولفت مراسلنا إلى أن الغلاء الذي بات ظاهرة يفترض على قاطني مناطق سيطرة نظام الأسد تقبلها بشكلٍ يومي، طال بدوره مادة السكر الذي حلق سعر الكيلو الواحد منه إلى 3750 ليرة سورية، وليتر الزيت النباتي إلى 13500 ليرة، فضلاً عن ارتفاع سعر الأرز المصري إلى 3200 ليرة.
“أم عمر” مدرسة وربة منزل قالت في معرض حديثها لـ”حلب اليوم” إن الأهالي بدأوا بالاعتماد على برنامج تقشف يسمح لهم بموجبه بطهو الطعام أربعة أيام بالأسبوع كحدّ اقصى، لافتةً إلى أن المصروف اليومي للعائلة الوسطية المؤلفة من خمسة أفراد يقدر بنحو 20-25 ألف ليرة سورية.
يشار إلى أن محلات بيع المواد الغذائية تغرد بعيداً كل البعد عن الأسعار المحددة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة لحكومة النظام، ويقوم معظم أصحابها بالبيع على أهوائهم بحجة ارتفاع سعر الدولار تارة، وتحكم تجار المواد الغذائية داخل المستودعات بنسبة الأرباح تارةً أخرى، ويبقى المواطن لا حول له ولا قوة ما بين مطرقة الغلاء، وسندان احتياجات أطفاله اليومية من طعام وشراب.