قال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن ميليشيا حزب الله اللبناني نفّذت حملة تمشيط عسكرية على أطراف مدينة مهين بريف حمص الشرقي صباح اليوم الأربعاء عقب استهداف إحدى الدوريات الأمنية التابعة للحزب أمس الثلاثاء من قبل عناصر يعتقد بانتمائهم لمقاتلي تنظيم الدولة ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصره وإصابة أخرين.
وأضاف مراسلنا أن عملية التمشيط طالت المناطق الممتدة بين مدينة مهين وقرية صدد وصولاً إلى منطقة الحفر التي وقع بالقرب منها الهجوم، بينما نفّذت دورية أمنية مؤلفة من سبعة سيارات رباعية الدفع حملة تمشيط موازية في المناطق المتاخمة لمدينة حوارين شمال شرق منطقة مهين التي تعتبر أحد أبرز معاقل ميليشيا الحزب بريف حمص الشرقي.
وتستغل كل من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني الطبيعة الجغرافية الصعبة لمنطقة مهين لاستخدمها كمستودعات لأسلحتها التي يتم العمل على نقلها تباعاً نحو الأراضي اللبنانية، بعيداً عن المناطق التي اتخذتها سابقاً بريف حمص الجنوبي (مطار الضبعة ومزار مدينة القصير) واللتان تعرضتا لقصف واستهداف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية والتي تسببت بخسائر فادحة للميليشيات الموالية لإيران على الصعيد العسكري واللوجستي.
وكانت ميليشيا حزب الله اللبناني أنشأت مطلع أذار الجاري أربع نقاط عسكرية لتفتيش السيارات المدنية التي تحاول الوصول من محافظة حمص مروراً بقرية صدد إلى منقطة مهين، وذلك بالتزامن مع تعزيز تواجد قواتها العسكرية بالقرب من محطة القطارات على أطراف مدينة مهين الشمالية.
ورصد مراسل “حلب اليوم” نقل ميليشيا حزب الله أسلحتها العسكرية، وشحنات من الصواريخ من مطار الضبعة العسكري بريف حمص الجنوبي نحو مناطق متفرقة من ريف حمص الشرقي أبرزها مستودعات مهين، وسلسلة جبال حوارين ومطار الشعيرات، فضلاً عن إنشاء مرابض للمدفعية وراجمات الصواريخ على أطراف المستودعات لحمايتها من أي هجوم محتمل قدّ يشنه عناصر تنظيم الدولة.
وتجدر الإشارة إلى أن ريف حمص الشرقي يشهد سباقاً فرض النفوذً بين الميليشيات التي تتلقى دعماً من قبل طهران مع القوات الروسية التي بدأت بمحاولة تحجيم الدور الإيراني في المنطقة، عقب حملة التوسّع التي بدأتها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مستغلة غياب قوات النظام عن المنطقة حيث بدأت بتوطين عائلات مواطنيها في مدينة السخنة، ومحمية التليلة الأمر الذي يهدد بتغيير البيئة الديمغرافية لريف حمص الشرقي بشكل كامل خلال الحقبة الزمنية القادمة.