اعتبر دبلوماسي إسرائيلي، أن التغيير في سوريا هو مهمة ليست سهلة، لكنها ممكنة، وهو يحقق مصالح “إسرائيل” التي يسمح لها بلعب دور في المنطقة وإحداث التغيير المطلوب في سوريا.
وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، إسحاق ليفانون، في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، إنه “يتعزز في الدول العربية الميل، نحو إعادة ربط العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ببشار الأسد”.
وأضاف أنه في عام 2011 بعد أن رفض نظام الأسد تلبية مطالب الجامعة العربية بوقف سفك الدماء في بلاده، أعلنت معظم الدول العربية عن قطع العلاقات مع سوريا، أما الآن فقد أعلنت مصر والإمارات والأردن وتونس وعُمان والعراق والجزائر، علنا عن رغبتها في استئناف العلاقات مع سوريا، وكذا السلطة الفلسطينية التي ستنضم إلى ذلك الشأن، حيث زار وفد برئاسة جبريل الرجوب دمشق”.
ورجح أن “تكون النية لإعادة جذب سوريا لحضن العالم العربي، من أجل تعزيز الجامعة العربية، ويحتمل أن يكون الهدف، خلق آفاق مغرية للأسد كي يبتعد عن إيران، ويحتمل أيضا، أنهم في الدول العربية، فهموا أنه بدون سوريا لا استقرار في الشرق الأوسط”.
ورأى ليفانون، أنه “في ضوء التغييرات التي نشهدها في الشرق الأوسط – هيمنة الإيرانية وشرخ عربي فإن الدول الساعية لاستئناف العلاقات مع سوريا، تفهم أنه في الوضع الحالي لم يعد الأسد هو المشكلة، بل الحل للمأساة في بلاده”.
وأضاف: “المفارقة، أن العالم الغربي فهم هو أيضا أن هذا هو الوضع، وقبل عقد، عندما نشبت الحرب كجزء من الربيع العربي، حددت مصادر استخبارية مدة شهر كي يرحل الأسد عن الساحة السياسية، وهذا لم يحصل، بل العكس، فالأسد لا يزال في الحكم، ويتبين أنه عرف كيف يقرأ على نحو سليم خريطة بلاده، كما أن استناده لروسيا وإيران أنقذ حكمه”على حد تعبيره.
ونبه إلى أن “ما يثير الحفيظة في كل هذه القصة، أن العالم نسي ملايين اللاجئين الذين طردوا من سوريا، مئات الآلاف الذين قضوا نحبهم، وحقيقة أن الأسد استخدم وسائل قتالية محظورة ضد المدنيين مثل السلاح الكيميائي والبراميل المتفجرة التي أسقطها من السماء على رؤوس المدنيين”على حد وصفه.
وقدر أن “العالم تنازل عن مطلبه حماية حقوق المواطن وكرامة الإنسان في صالح المصلحة الضيقة والهدوء الصناعي، واليوم الأسد يحكم القسم الأكبر من بلاده، ويمكنه أن يواصل الحكم بينما الجولان في يد إسرائيل”وفق قوله.
وأضاف ليفانون أن نائب وزير الخارجية الروسي” بوغدانوف” قال له إن “موسكو مستعدة أن تقرب بين إسرائيل وسوريا، وإذا ما كان هناك طلب إسرائيلي، فإنه سيحظى بآذان صاغية، وفي حال قررت تل أبيب السير في هذا المسار، فلن يكون الهدف إنقاذ حكم الأسد الذي يجب أن يحاسب على جرائمه، بل الشروع في مسيرة إشفاء سوريا”.
وأشار إلى أن الرئيس المصري “السيسي”أيضاً له دور مركزي في هذه المحاولة تجاه دمشق. معتبراً أن موقف إسرائيل الصلب في المنطقة سيسمح لها بأن تلعب في الأوراق و بدوافع الضغط، كي تؤدي إلى إحداث تغيير في سوريا يقود إلى الاستقرار وإلى إبعاد الإيرانيين.وأكد على أنها “مهمة ليست سهلة، لكنها ممكنة”.
المصدر: عربي 21