في ظل انخفاض الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، يعاني السوريون المتواجدون في تركيا والشمال السوري، من تدهور أوضاعهم المعيشية بشكلٍ كبير خلال الآونة الأخيرة.
“لم يعد يكفي الراتب سوى لإيجار المنزل”، هكذا وصف “خالد محسن” المقيم في مدينة غازي عنتاب معاناته في ظل الهبوط الحاد لليرة التركية.
وتابع “محسن” بقوله إنه يعمل بأحد المعامل براتب 3000 ليرة تركية، في حين أصبح آجار المنزل 2000 ليرة مع فواتير الماء والكهرباء، دون الحديث عن الطعام وتكلفة التدفئة والفحم، ناهيك عن احتياجات الأطفال.
من جهة ثانية، قالت “مرام الزير” المقيمة في مدينة إسطنبول، إنها لم تعد تستطيع تلبية حوائج المنزل في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، وأضافت أنه مع اقتراب قدوم السنة الجديدة، أبلغها صاحب المنزل أنه سيرفع الآجار 500 ليرة دفعة واحدة، وقال لها سيرتفع الحد الأدنى للأجور، لكن تقول مرام لن أستفيد من ذلك فأنا أعمل دون تصريح رسمي، ولن يزيد لي صاحب العمل من راتبي.
الشمال السوري ليس ببعيد عن هذه الأزمة
يقول “بشير مندو” أحد القاطنين في مدينة إدلب، شمال سوريا، إنه يعمل كعامل بناء بيومية لا تتجاوز الـ 20 ليرة تركية، في حين يحتاج ربطتين خبز يومياً مع بعض الحوائج المنزلية التي تكلف ما لا يقل عن 30 ليرة تركية، يضاف إلى ذلك جشع بعض أصحاب المنازل، الذين يصرون على قبض الإيجار بالدولار، فصاحب منزلي يريد 100 دولار شهرياً، علماً أني لا أستطيع العمل يومياً بسبب سوء الأحوال الجوية تارة وتوقف العمل تارةً أخرى.
وتعاني الليرة التركية انخفاضاً حاداً منذ بداية الشهر الحالي حتى وصلت إلى 14.20 للدولار الواحد حتى ساعة إعداد هذا التقرير، ما أثر على أسعار البضائع المستوردة والموجودة في الأسواق المحلية.