استولت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” المتواجدة في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي على عدد من المباني السكنية ضمن “حي الجمعيات” الخاضع لسيطرتها، وحولته لثكنات خاصة بمقاتليها الذين توافدوا مؤخراً من مدينة دير الزور والميادين إلى ريف حمص.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بقيام المسؤول العسكري ضمن مرتبات ميليشيا الحرس الثوري الإيراني “الحاج نمر المهدي” بالتنسيق مع وجهاء مدينة تدمر من المقربين من السلطات الأمنية، الذين عملوا على تقديم لوائح إسمية تضم أصحاب العقارات المهجورة، والذين اضطرتهم الأوضاع الأمنية التي تعرضت لها المنطقة للسفر خارج سوريا.
مصدر محلي أكّد لمراسلنا استلام لجنة وجهاء مدينة تدمر المؤلفة من سبعة أشخاص مبالغ مالية ضخمة لقاء الخدمات، والتسهيلات التي عملوا على تقدمتها للحاج “نمر المهدي” والتي أفضت للاستحواذ على ما يقارب 30 محضراً ضمن حي الجمعيات.
وأشار المصدر بدخول ورشات الترميم والبناء إلى الشقق السكنية تحت حماية عناصر ميليشيا الحرس الثوري الذين أقدم على إنشاء حاجز أمني على مدخل الكتل المستحوذ عليها، وبدأت الورشات بالعمل على إصلاح الضرر الناتج عن قصف قوات النظام للمنطقة سابقاً، وإعادة تأهيل المرافق الخدمية قبل استقرار عناصر الميليشيا بداخلها.
وفي السياق؛ استقدمت ميليشيا الحرس الثوري عشرات المقاتلين الموالين لها خلال شهر تشرين الثاني الماضي، من شمال شرق سوريا إلى مدينة تدمر، وعملت على توزيعهم ضمن معسكرات التدريب، ونقاط الحراسة بالقرب من مطار الشعيرات، فضلاً عن تمركز عدد آخر على الحواجز المنتشرة على أوتوستراد حمص – دير الزور.
تجدر الإشارة إلى أن إيران تسعى لتوسيع نفوذها وتواجدها العسكري في البادية السورية انطلاقاً من مدينة تدمر وصولاً إلى الحدود السورية العراقية، وذلك نظراً لما تكتسبه المنطقة من موقع استراتيجي يخدم المشروع الإيراني المتمثل بالهلال الشيعي الذي يربط طهران بالعراق وصولاً إلى الضاحية الجنوبية في لبنان مروراً بالأراضي السورية.