تشهد محال وورش المهن في المنطقة الصناعية بمدينة درعا تزايداً ملحوظاً بين العمال من هم دون سن 14 عاماً، بحسب مراسل “حلب اليوم”.
وقال مراسلنا إن سوء الأوضاع المعيشية هو السبب الرئيسي وراء إجبار الكثير من الأهالي إلى إرسال أطفالهم إلى العمل في مهن تكون صعبة عليهم في معظم الأحيان، بهدف الحصول على أجرة تساعدهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي مع بداية فصل الشتاء.
وأضاف مراسلنا أن الطفل “عيسى برماوي” البالغ من العمر 12 عاماً، والذي يعمل في ورشة حدادة في مدينة درعا، أجبر على هذا العمل بهدف تأمين المال لوالدته وشقيقه بعد أن كان قد قتل والدة بإحدى غارات الطيران الحربي الروسي على مدينة درعا قبل خمسة سنوات.
وأشار “برماوي” إلى أن المساعدات الإغاثية والانسانية التي توزع عبر المنظمات الإنسانية كل شهر تقريباً تسد القليل من حاجيات المنزل، حيث تحتوي على “أرز _ سكر _ سمنة _ معلبات”، إلا أنها لم تعد تصل إليهم كما كانت في السنوات السابقة.
وأكد “برماوي” على أنه يتقاضى أسبوعياً 25 ألف ليرة سورية وهي غير كافية لحاجات منزلهم ليومين، ما أجبر والدته للعمل في الخياطة في منزلها بسبب عدم استطاعتها الخروج من المنزل لساعات طويلة ولديها طفلان آخران تعمل على تربيتهما.
وتحدث “البرماوي” عن أن الدراسة باتت حلم لهُ وللكثير من الأطفال الذين يعملون في المحال المجاورة في ذات المنطقة، لكن في الوقت ذاته يشعر بفرح كبير عندما يشاهد أشقائه من المتفوقين في مدرستهم.
يذكر أنه خلال السنوات الماضية كانت هناك العشرات من المنظمات الإنسانية التي كانت تتكفل عائلات القتلى والجرحى نتيجة قصف قوات النظام، إلا أنها توقفت جميعها مع سيطرة النظام على الجنوب السوري في شهر تموز من عام 2018، وفقاً لمراسلنا.