حذّر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة “ديفيد بيزلي” في بيان له، أمس الجمعة، من التدابير القاسية التي يضطر الأهالي لاتخاذها بسبب الجوع والفقر في سوريا.
وبحسب البيان، فإن “بيزلي” قابل خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام عائلات في حلب مستفيدة من مساعدات البرنامج الغذائية، منها سيدة أخبرته بأنه يجب عليها اتخاذ قرارات صعبة، مثل تحديد أي من أطفالها سيأكل على أساس من هو الأكثر ضعفاً ومرضاً أو من منهم سينزلق إلى سوء التغذية الحاد إذا لم يتم إطعامه.
وأضاف البيان، أن “وضع السيدة ليس فريداً من نوعه في البلاد التي تعاني من مزيج قاتل من الصراع وتغير المناخ، وجائحة كورونا وارتفاع تكاليف الغذاء والوقود”، مبيناً أن “تكلفة المعيشة تدفع الناس إلى ما وراء قدرتهم على التحمل”.
وأشار إلى أن الأمهات في سوريا “عالقات بين المطرقة والسندان فإما أن يطعمن أطفالهن، ويتركونهم يتجمدون من البرد، أو يبقونهم دافئين ولكن بلا طعام مع الشتاء المقبل، إذ لا يمكنهن تحمل تكلفة الوقود والطعام معاً”.
وجاء في نص البيان، أن “التاريخ أظهر لنا أننا إذا لم نساعد الناس قبل أن يصبحوا معدمين، فسوف يتخذون تدابير قاسية وسنشهد هجرة جماعية”، مضيفاً أن “مساعدة الناس أينما كانوا أقل كلفة من القيام بذلك بعد أن فروا من منازلهم وأصبحوا لاجئين في أماكن أخرى، نحن بحاجة إلى الموارد لنكون قادرين على إنقاذ الأرواح وتحقيق الاستقرار”.
وكان حذر برنامج الأغذية العالمي في الثامن من الشهر الجاري، من أن 45 مليون شخص، أكثر من 27.5% منهم سوريون، على وشك المجاعة في 43 دولة، بينها سوريا، بسبب النزاعات وتغيير المناخ وجائحة كورونا.