قال مراسل “حلب اليوم” في حمص، إن نحو أربعين شخصاً من أبناء المحافظة وريفها تعرضوا لعملية نصب على مستوى رفيع من قبل بعض أصحاب المكاتب السياحية الأسبوع الماضي، بعد محاولتهم الخروج من سوريا عبر الشواطئ السورية بغية الوصول إلى اليونان.
وأضاف مراسلنا أن إجمالي المبلغ الذي تم الاحتيال به على الراغبين بالخروج من سوريا وصل لما يقارب 320 ألف دولار أمريكي، وذلك بعد قيامهم بالوصول إلى مدينة جبلة الساحلية، قبل أن يُبلّغوا بأنه سيتم نقلهم عبر قوارب إلى المياه الإقليمية التابعة لليونان.
وقال أحد الركاب الذين عادوا “جارّين وراءهم ذيول الخيبة”، إن المسافرين قاموا بدفع مبلغ 8000 دولار عن كل شخص لصاحب مكتب وهمي في مدينة طرطوس، والذي كان ينسّق معهم عبر مجموعة على تطبيق واتساب، مضيفاً بأنه تم إقناعهم بعدم إخبار أي شخص عن موعد الإنطلاق كي لا يتم ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية.
وأرسل صاحب المكتب الملقب بـ “أبو علي” حافلتين لنقل المسافرين من حمص إلى طرطوس على نفقته الخاصة، ليتم نقلهم بعدها إلى مدينة جبلة بحافلة أخرى، مؤكّداً أن صاحب المكتب تركهم بعهدة أشخاص أخرين، وغادر المنطقة بعد أن استلم الأموال منهم.
وأضاف بأن الرحلة انطلقت بالفعل من أحد شواطئ مدينة جبلة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء الماضي عبر قاربين حديثين “بحسب وصفه”، لكن ما هي إلا دقائق معدودة وتمّ إيقافهم بعرض البحر من قبل خفر السواحل التابعة للنظام، وتمّ على اثرها إعادتهم للبر، ومن ثمّ تسليمهم لفرع الأمن العسكري في محافظة طرطوس.
وأردف أن التحقيقات معهم كانت بتهمة محاولة الفرار إلى خارج سوريا بطريقة غير شرعية، فضلاً عن إيقاف عدد منهم لحيازته أموالاً بالدولار، وهو أمر يحاسب عليه النظام بالسجن لعدّة أعوام، بتهمة التعامل بغير الليرة السورية.
وعلم مراسل “حلب اليوم” أن العديد من الأشخاص قاموا ببيع ممتلكاتهم من منازل، وسيارات، وأراضٍ زراعية لتغطية تكاليف السفر نحو أوروبا، لكن محاولتهم باءت بالفشل وعاد قسم منهم إلى قريته بعد أن أخلي سبيلهم نظراً لعدم وجود أي طلبية أمنية بحقهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الخروج من البلاد بات حلماً للسوريين الراغبين بالحصول على حياة كريمة بعيدة عن شبح الفقر، والاعتقال والتهديد الأمني من قبل مخابرات النظام.