كشف الدكتور “زكي لبابيدي” رئيس المجلس السوري الأمريكي خلال لقاء خاص مع قناة حلب اليوم مساء أمس الجمعة 30 تموز، عن نية مجموعة من السياسيين السوريين في سوريا والعالم من ذوي الخبرة والعلاقات الدولية المؤثرة، تأسيسَ فريق مهمته الضغط نحو إيجاد إرادة دولية حقيقية تضع حلا للوضع الراهن في سوريا، وضرورة إشراك السوريين المنتشرين في كل أنحاء العالم بهذه الخطوة.
خطة عمل الفريق السياسي
وأفاد “د.لبابيدي” بأن الفريق المزمع تشكيله، سيعمل وفقاً لخمس نقاط تم وضعها كقاسم مشترك للمطالب السورية خلال العشر سنوات المنصرمة.
وتمثلت أولى النقاط التي سيتم العمل على تحقيقها، وفقا للدكتور “لبابيدي”، الدفع لاستقرار سياسي في سوريا من خلال تسلسل منطقي يبدأ بانتقال سياسي اعتماداً على القرار الأممي 2254 ، تمهيداً لعقد مؤتمر تأسيسي آمن في دمشق، يفضي عن دستور ثم انتخابات للبلاد.
وتابع الدكتور “لبابيدي” أن النقطة الثانية هي خلق حالة استقرار عسكري، وإخراج الميليشيات الإيرانية خارج الحدود السورية، وهذه النقطة قد تكون ممكنة التحقق من خلال تأسيس مجلس عسكري سوري، مهمته إيجاد الأمن لسوريا والسوريين.
أما النقطة الثالثة ضمن خطة عمل الفريق السياسي، بحسب الدكتور “زكي لبابيدي” هي فرض حالة الاستقرار الاقتصادي، التي تساعد السوريين على تأمين احتياجاتهم الغذائية والخدماتية التي تسبب النظام في تراجعها بشكل كبير، لا سيما أن 90 بالمئة من السوريين، يعيشون اليوم تحت خط الفقر، بسبب سياسة نظام الأسد التي تفضل دفع الأموال على الأسلحة والحروب لقصف وقتل السوريين بدلاً من دفعها لإنعاش اقتصادهم.
وأضاف رئيس المجلس السوري الأمريكي، بأن رابع النقاط هي مسألة مهمة لا يمكن لسوريا أن تتقدم بدونها وهي “العدالة الانتقالية”، والكشف عن مصير المفقودين، والكشف عن الأماكن التي دفن فيها الضحايا المغيبين عن ذويهم منذ سنوات طويلة، وإخراج معتقلي الرأي، وإنصاف أهالي المعتقلين والمغيبين والمفقودين وذويهم بما يليق بالإنسانية، لأنه بدون حل هذه النقطة لا يمكن بناء مستقبل سوريا.
فيما تمثلت النقطة الخامسة والأخيرة من خطة عمل الفريق السياسي، بـ “عود اللاجئين”، والتي يجب أن تكون “آمنة وطوعية” وفقاً لـ “د.لبابيدي” الذي ميز بينها وبين ترحيل اللاجئين، الذي تعمل عليه بعض الدول الأجنبية، والذي اعتبرها أمراً مرفوضاً لا سيما أن الكثير من اللاجئين بات لهم ارتباط، دراسي أو تجاري أو معنوي، بدول اللجوء التي يعيشون فيها.
أما عن عودة اللاجئين الآمنة والطوعية فهي حق لكل سوري يريد العودة الى منزله وأرضه، ونوه لبابيدي لضرورة الانتباه من المقترحات الروسية التي تدعو لعودة اللاجئين، لأن في ذلك نية لضرب الانتقال السياسي في البلاد، واستثماراً لأموال السوريين المخصصة لإعادة الإعمار من قبل من تسبب بتهجير السوريين وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم، في إشارة لنظام الأسد وروسيا وإيران.
الفريق السياسي ليس بديلا عن الائتلاف ولن يلغيه
وعن التساؤل حول إذا ما كان الفريق المزمع تأسيسه سيلغي الدور السياسي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أجاب الدكتور “زكي لبابيدي” بأن الائتلاف جزء من أي عملية سياسية وهو الجسم المعترف فيه دوليا، وهو موجود ويتواصل مع الدول ويفاوض، لكننا كفريق سنعمل على دعم قوة التفاوض السورية، بأشخاص مؤثرين سياسيا في جميع أنحاء العالم، ولهم علاقات تدعم توجه وجهود التفاوض.
اللجنة الدستورية فشلت ومؤتمر أستانة لن يؤدي لحل سياسي
وتأتي خطوة تأسيس فريق سياسي وفقا للدكتور “لبابيدي”، من اعتقاده بأن سوريا لم تعد أولوية لدى دول العالم بسبب الأحداث الكبيرة الطارئة على العالم منها كوفيد19، وأن اللجنة الدستورية لن تخرج بأي نتائج بهذا الوضع، كما أن ستة عشر جولة من أستانة لم تخرج بأي نتيجة، وهذا الأمر تعلمه الدول ويعلمه الائتلاف ويعلمه حتى “غير بيدرسن”، مضيفا أن المفاوضات حول سوريا هي أمريكية روسية، وإذا تحقق التوافق بينهما مع مراعاة الاعتبارات الإقليمية، من الممكن أن يكون هناك حل في سوريا، وهذا ما سندفع لتحقيقه كفريق.
وختم “د. زكي لبابيدي” برسالة وجهها إلى السوريين، بضرورة الدفع والضغط لإيجاد حلول سورية، للوضع في سوريا، لأن ذلك مسؤولية السوريين وحدهم.
تركيا / غازي عنتاب – 31 تموز
إعداد وحوار: مازن أبو تمام