نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أمس السبت، تقريراً تحت عنوان “لقد خاطروا بكل شيء للفرار من الحرب والجوع في سوريا، الآن مع انهيار لبنان يخططون للعودة”.
وقالت الصحيفة إنها أجرت عدة مقابلات مع اللاجئين السوريين في سهل البقاع بلبنان، من بينهم المدعو “سلطان” 46 عاماً، وقال خلال المقابلة إنه يفضل المخاطرة بالموت في سوريا على البقاء في لبنان والموت جوعاً.
وأضاف “سلطان” أن الوضع أصبح قاسياً للغاية في لبنان وهو يجبرهم على اتخاذ قرارات لا يمكن تصورها مثل إعادة أطفالهم إلى منطقة حرب نشطة.
وأكد “سلطان” للصحيفة أنه لم يتمكن من العثور على مساعدة أو مال أو مأوى أو طعام لزوجته وأطفاله الأربعة، لذلك اضطر لإرسالهم إلى والديه في ريف دمشق، عبر طرق التهريب التي استخدموها في الأصل للفرار.
وأشار “سلطان” إلى أنه غير قادر على العثور على عمل والبقاء على قيد الحياة من خلال أكل عدد قليل من البطاطا المهملة التي يحصل عليها من كشك الخضار الخاص بأحد أصدقائه كل يوم، ويعتقد أن الحياة في سوريا “قد تكون أقل جحيما من لبنان”.
وعلى الرغم من مخاطر “التجنيد العسكري الإجباري أو خطر الاعتقال أو ما هو أسوأ في سوريا، حيث تحتدم الحرب وأزمة اقتصادية منفصلة” تحدث للصحيفة أنه يخطط للعودة.
وأوضح “سلطان” أعلم أنه من الانتحار العودة إلى سوريا، لكني لا أعرف ما الذي سيحدث لي هنا، وهو يعيش في غرفة صغيرة مع ثلاثة رجال سوريين آخرين في وضع مماثل ويقول “أقسم أنني بعد أسبوعين آخرين لن أجد طعاماً على الإطلاق”.
يذكر أنه ليس هناك إحصائية للعدد الإجمالي للعائدين من لبنان إلى سوريا، إلا أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت للإندبندنت إنها وثقت منذ عام 2016 عودة أكثر من 68 ألف لاجئ إلى سوريا، على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير حيث يعبر الكثيرون بشكلٍ غير قانوني ولا يمكن إحصائهم بسهولة.