صورة أرشيفية
كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية سبب وقوف بعض الدول العربية إلى جانب نظام الأسد، وتقديمها الدعم له خلال السنوات الماضية.
وحسب تقرير المجلة، فإنه وقبل عدة سنوات كان رئيس النظام بشار الأسد، شخصاً غير مرغوب فيه في العالم العربي، لكن الآن بدأت عزلته تنتهي بالفعل، وأعادت بعض الدول العربية علاقتها معه.
ولفتت المجلة إلى أنه مع دعم روسيا عسكرياً للنظام وتراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة، مما يضمن بقاء الأسد، رآه الإماراتيون كعضو مفيد في تحالف مناهض لتركيا وجماعة الإخوان المسلمين.
ونقلت عن المحلل البارز في معهد نيولاينز، نيكولاس هيراس قوله، إن “الدول العربية التي تشعر بالقلق من أن يصبح شعوبها مضطربة وتتحول إلى معارضة مسلحة ضدها، مهتمة الآن بتعلم الحرف التقليدية الاستبدادية من نظام الأسد”.
وقدمت السعودية مبادرات لإغراء الأسد بعيداً عن شراكته الاستراتيجية مع إيران، كما وجدت الدول العربية الأسد حليفاً لمواجهة الإسلاميين السياسيين من جماعة الإخوان المسلمين، والحد من نفوذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبينت المجلة الأمريكية، أن السعوديين والإماراتيين يريدون دفع تكاليف إعادة إعمار سوريا والسعي إلى التعاون الاستخباراتي مع الأجهزة الأمنية السورية “لاحتواء الإسلاميين السياسيين المحليين، فضلاً عن استخدام المساعدة المالية لمواجهة النفوذ الإيراني في الأراضي العربية”.
وأفاد مستشار المخاطر الجيوسياسية في المملكة المتحدة، سامي حمدي، بأن الأسد محبط بالفعل من تقويض نفوذه من قبل موسكو وطهران، مشيراً إلى أن هذه التحالفات الجديدة ستعطيه مساحة للعب ضد روسيا وإيران.
وتابع حمدي، “بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على نحو متزايد في تبني خطاب قومي عربي ويعتقد أنه قد يكون من الممكن كسر الروابط بين إيران وحلفائها العرب من خلال مناشدة القواسم المشتركة العربية المتمحورة حول العرق”. وتابع: “كما غيّر توسع تركيا أيضاً أولويات دول الخليج وجعل الأسد حليفاً محتملاً”.
من جانبها مراسلة المجلة في الشرق الأوسط، أنشال فوهرا قالت، إن العديد من المسؤولين السوريين أخبروها في عام 2017 أن “الأشقاء العرب” سيدفعون الملايين اللازمة لإعادة الإعمار، مضيفةً أنه بعد عام، أكدت لها مصادر لبنانية مقربة من النظام السوري أن السعوديين بدأوا تعاوناً استخباراتياً مع الأسد.
وسربت تقارير بداية الشهر الماضي عن اجتماع بين رئيس المخابرات العامة السعودية، الفريق الركن خالد الحميدان، ونظيره السوري اللواء علي مملوك.
واعتقد جورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics، وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن، أن إدارة بايدن ستعاقب الحكومات العربية لقبول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، مضيفاً أنه لا يعتقد أيضاً أن بايدن سيرفع العقوبات بموجب قانون قيصر، ولن يسمح بالاستثمار في سوريا.
وأضاف كافييرو: “نتيجة هذه العقوبات المعوقة التي فرضتها الولايات المتحدة على دمشق، أعتقد أن إيران ستكون في وضع قوي لاستغلال الوضع وتعزيز نفوذها في سوريا”، موضحاً أن “هذا سبب رئيسي لعدم ارتياح بعض دول مجلس التعاون الخليجي لاستمرار إدارة بايدن في فرض عقوبات عهد ترامب على دمشق”.
يذكر أن واشنطن “استسلمت بالفعل لحقيقة أنه لا توجد طرق قابلة للتطبيق للإطاحة بنظام الأسد”، وأنها “تفكر في إنشاء نموذج العراق في سوريا، يُمنح فيه الأكراد الحكم الذاتي وبالتالي يكونون بمثابة نفوذ أميركي على السياسة السورية، بنفس الطريقة التي يعمل بها كردستان العراق كوسيلة ضغط أميركية على بغداد”، بحسب تقرير المجلة.