قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها، أمس الخميس، إن التدخل الروسي المتمثل بالقصف العشوائي للمدارس والمستشفيات والأسواق في سوريا، كلف موسكو ملايين الدولارات التي تم تحصيلها من ضرائب الشعب الروسي.
واعتبر التقرير، أن دافعي الضرائب الروس قد لا يعلمون أنهم يمولون “الانتهاكات” على حسابهم، مشيراً إلى أنه يتم استخدام الإيرادات الضريبية لقصف المستشفيات والمدارس في سوريا.
وبحسب التقرير، فإن التدخل العسكري الروسي في سوريا تمثل بنشر طائرات هجوم واستطلاع بدون طيار، وعناصر من القوات المسلحة، ومستشارين عسكريين، ومراقبين جويين، لدعم قوات النظام ميدانياً وتقديم التدريب والمشورة لهم.
وأضاف التقرير، أنه مع وجود أكثر من 20 مليون روسي يعيشون في فقر وكثير منهم يكافحون للحصول على الرعاية الصحية الأساسية والغذاء والتعليم ، يجب على المواطنين الروس القلقين أن يتحركوا بوجه سلطاتهم.
ونقل التقرير عن تقرير عسكري، أن كل غارة جوية تكلف حوالى 5.5 مليون روبل، وبالتالي تكون روسيا قد أنفقت أكثر من مليار روبل أسبوعياً لشن وتنظيم ضربات جوية، لافتاً إلى أن كل 73.22 روبل روسي يساوي دولاراً أميركياً واحداً.
وأشار التقرير إلى أن الحرب في سوريا كلفت روسيا ما يصل إلى 245 مليار روبل من أيلول 2015 إلى آذار 2018، وبلغ إجمالي الضربات الجوية والصاروخية وحدها 209 مليارات روبل.
وأكد التقرير أن انفجاراً استهدف مدرسة “خالد بشير” الابتدائية في مدينة أريحا بريف إدلب في 5 كانون الثاني من العام الجاري، في وقت كان المسؤولين التابعين لنظام الأسد وروسيا يؤكدون أن هجماتهم في إدلب تستهدف الـ “الإرهابيين”.
وأوضح التقرير، أنه بالاستناد إلى 100 ضحية وشاهد، وتحليل العشرات من صور الأقمار الصناعية وأكثر من 550 مقطع مصور، لم تظهر أي دليل على وجود مقاتلين أو أهداف عسكرية في محيط هذا الهجوم أو أي من الهجمات الـ 45 الأخرى.
ونوه التقرير إلى أن هذه الهجمات المتكررة على البنية التحتية المدنية في المناطق المأهولة بالسكان، لم تكن هناك أهداف عسكرية ظاهرة، مرجحاً أن الهدف هو حرمان المدنيين من وسائل إعالة أنفسهم وإجبارهم على الفرار.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أصدرت تقريراً في أيلول الماضي، حول الانتهاكات الروسية في سوريا، منذ تدخلها الأول عام 2015، وثقت فيه ارتكاب روسيا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، حيث قتلت 6959 مدنياً، بينهم 2005 أطفال، كما استهدفت 207 منشأة.