قالت منظمة سوريون من أجل العدالة والحقيقة، إنها رصدت ما لا يقلّ عن 43 حالة جديدة لأطفال حديثي الولادة تمّ التخلي عنهم، ورميهم إمّا على قارعة الطريق، أو بالقرب من المساجد ،أو في المشافي أو في مكبّات القمامة، ابتداءً من النصف الثاني من العام 2019 وحتى النصف الأول من العام 2020.
وأضافت المنظمة في تقرير أصدرته أمس الأربعاء، أن حالات التخلي عن الأطفال حديثي الولادة آخذة بالازدياد في مناطق مختلفة من محافظة إدلب وريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أنها أصبحت “ظاهرة” منتشرة في تلك المناطق، عازية ذلك إلى الفقر لاسيما في مخيمات النزوح، وانتشار زواج القاصرات.
وسجل الباحثون في المنظمة وفاة عدد من الأطفال الرضع نتيجة تأخر العثور عليهم وسط ظروف جوية قاسية.
وبحسب الباحثين الميدانيين لدى المنظمة فإن العديد من الأسر في إدلب، بادرت لكفالة الأطفال لكنهم مازالوا بدون نسب، بما أن العائلات غير قادرة على تسجيلهم في دوائر النفوس المحلية على اعتبار أنّ “التبني” محرّم في الدين الإسلامي، ومن لم يتم كفالتهم فقد وضعوا في دور للأيتام من أجل رعايتهم.
أما في ريف حلب الشمالي، فإن دور الجهات المسؤولة يقتصر على وضع الأطفال في عهدة من يود كفالتهم، إضافة إلى القدرة على تسجيل هؤلاء الأطفال ضمن سجلات دوائر النفوس المحلية في مناطق ريف حلب الشمالي، وفق التقرير.
وحذرت “سوريون من أجل العدالة والحقيقة” من عواقب خطيرة ومصائر مجهولة لأولئك الأطفال الذين تخلت عنهم عائلاتهم وبقوا على قيد الحياة، وتتمّثل المخاطر في حرمانهم من حقّ التعلم والحصول على أوراق ثبوتية، إضافة إلى عدم وجود ضمانات لحماية هؤلاء الأطفال من الاستغلال في المستقبل، وسط غياب أي جهود من الجهات المسؤولة في المنطقتين.
وكانت المنظمة وثقت في تقرير سابق ما لا يقل عن 40 حالة لأطفال تخلى عنهم ذووهم خلال عام 2018 والنصف الأول من عام 2019 في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي.