أسماء الأسد
وصفت صحيفة لوموند الفرنسية “أسماء الأسد” زوجة “الدكتاتور” -كما وصفته الصحيفة- بشار الأسد، بأنها “واحدة من أسوأ المستفيدين من الحرب” في سوريا، وذلك بعد أن طورت شبكة أعمال خاصة بها، إلى درجة أن واشنطن شملتها بالعقوبات على النظام.
واستعرض البروفيسور الفرنسي الخبير بشؤون الشرق الأوسط “جان بيير فيليو” في مدونته بالصحيفة، حياة أسماء التي ولدت عام 1975 في عائلة سورية تقيم في العاصمة البريطانية لندن، ونشأت في ضاحية أستون الراقية، وتخرجت في كلية كينغز، لتصبح محللة مالية في جيه بي مورغان حتى زواجها.
وكشف البروفيسور “جان بيير فيليو” الضوء على أن جمعية أسماء الأسد “الخيرية”، المعروفة بالصندوق السوري للتنمية، أصبحت وسيطًا إلزاميا للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أجبروا الاتحاد الأوروبي على التعاون معه إذا أرادوا الحفاظ على أنشطتهم داخل الأراضي السورية.
وعرّج الكاتب على موضوع إصابة “أسماء الأسد” بسرطان الثدي في آب 2018، حيث قال “أعلنت الرئاسة أن أسماء الأسد مصابة بسرطان الثدي، وتابعت وسائل الإعلام الرسمية علاجها الكيميائي في أحد المستشفيات العسكرية في دمشق، حتى الإعلان عن شفائها الكامل بعد أقل من عام!”.
وأضاف “رافق عودة “السيدة الأولى” إلى العمل -كما يقول الكاتب- توسع في أنشطة منظمتها التي تقدم نفسها للمانحين الدوليين، كشريك رئيسي في “إعادة إعمار” دولة مدمرة.
وتابع: “وبوضع أسماء الأسد مهاراتها المكتسبة في لندن في خدمة طموحاتها التجارية، جعلت أحد أقاربها يسيطر من خلال شركة “تكامل” على توزيع “البطاقات الذكية” التي أنشئت عام 2014 لإدارة توزيع البنزين المدعوم وزيت الوقود إلكترونيا، قبل أن يتم توسيعها هذا العام لتشمل المنتجات الغذائية الأساسية في بلد يعيش 83% من سكانه رسميا تحت خط الفقر.
وبعد أن تمكنت أسماء الأسد من السيطرة على جزء كبير من التجارة مع الدولة، كان لا بد من المواجهة مع رامي مخلوف الذي تجرأ -بعد أن جُرد من جزء من ثروته- على عرض نزاعه مع سكان القصر الرئاسي على الجمهور، مما جعل أسماء تنضم إلى صهرها رئيس الحرس الجمهوري “المرعب” ماهر الأسد، المتورط هو الآخر بشكل كبير في التهريب لإقصاء رامي مخاوف، بحسب الصحيفة.
ومع ذلك، فإن فوز “أسماء الأسد” في تسوية هذه الحسابات لم يخل من منغصات بحسب الكاتب، حيث استهدفتها العقوبات الأميركية ضد نظام الأسد، واعتبرها رئيس الدبلوماسية الأميركية “من أسوأ المستفيدين من الحرب” في البلاد.
وخلص البروفيسور الفرنسي “جان بيير فيليو” إلى أن منطق المافيا وحده لا يفسر “جشع” أسماء الأسد وشبكاتها، إلا إذا كانت تخطط -من خلال تعزيز قوتها الذاتية- لتأمين مستقبل أكبر أبنائها حافظ (19 عاما) لإعادة سيناريو وراثة بشار والده حافظ، كي يرث حافظ الصغير بشار، الذي ورث حافظ الكبير، للحفاظ على استمرار عائلة لا ترى في البلد بأكمله إلا محمية لها، بحسب البروفيسور “جان بيير فيليو”.