سلط تقرير لصحيفة الشرق الأوسط الضوء على احتدام التنافس الروسي – الإيراني، في قطاع التعليم السوري، عقب إعلان النظام عن تقديم منحة دراسية روسية جامعية لهذا العام.
وأشار التقرير إلى أن الإعلان جاء بعد تصريح وزير إيراني عن سعي بلاده إلى إدراج اللغة الفارسية في سوريا لغةً ثانيةً اختيارية، على غرار الروسية
وأضافت أن التصريح يعد في سياق أحد بنود الاتفاقية الموقعة بين طهران والنظام التي تتضمن تبادل الخبرات والتجارب في المجالات العلمية والتعليمية والتربوية، وتقديم الخدمات الفنية والهندسية، وترميم المدارس.
وذكرت الصحيفة أن إيران سعت إلى تعزيز نفوذها العسكري بنفوذ ثقافي، من خلال نشر تعليم اللغة الفارسية في مراكز تعليم تابعة للمستشارية الإيرانية بدمشق واللاذقية، وحوزة الخميني وفروعها، وحسينية المهدي، وجامعة السيدة رقية، ومركز “الحجة” في محافظة طرطوس وغيرها.
ونقلت الصحيفة عن معارض سوري بدمشق لم يكشف عن اسمه أن التوسع الإيراني في قطاع التعليم لم يحقق أهدافه بخلق حاضنة اجتماعية سورية، فيما يلاقي الحضور الروسي قبولاً اجتماعياً أرحب.
وأضاف المعارض أن الغالبية السورية تتحفظ حيال نشر الثقافة الإيرانية لأنها قائمة على أساس ديني مذهبي، وذلك لعدة أسباب، مضيفاً أن السوريين “يتقبلون الروسي، كونه علمانياً لا يقوم بالتبشير الديني. كما أن روسيا بلد أكثر انفتاحاً وتقدماً من إيران، إضافة إلى أن عائدات تعلم الروسية مستقبلاً تبدو مغرية أكثر بكثير”.
ولفت المعارض إلى أن عدد المدارس التي تدرس اللغة الروسية منذ عام 2015 تجاوز 170 مدرسة في سوريا، وهناك أكثر من 20 ألف تلميذ يدرس اللغة الروسية، والعدد يزداد.
ونوه إلى أن الإقبال يتزايد على نشاطات المراكز الثقافية في طرطوس واللاذقية ودمشق، “كما ظهرت كثير من المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية التي تحمل اسم الرئيس الروسي، وأسماء روسية، في مناطق الساحل”.
وختمت الصحيفة تقريرها بأنه قد تنامى الاهتمام الإيراني بدخول قطاع التعليم في سوريا، بعد التدخل الروسي لصالح النظام عام 2015، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، تم افتتاح فروع لعدد من الجامعات الإيرانية، مثل جامعة “تربية مدرس”، وجامعة “المصطفى”، وجامعة “الفارابي”، وجامعة “أزاد إسلامي”، وكلية المذاهب الإسلامية، وفي المقابل، أعلنت روسيا الشهر الماضي عن عزمها افتتاح فرع لجامعة موسكو الحكومية بدمشق.