جنيف – خاص “حلب اليوم”
قال رئيس وفد المعارضة في لجنة صياغة الدستور السوري “هادي البحرة”، في لقاء مع قناة “حلب اليوم” على هامش لقاءات لجنة صياغة الدستور، إن وفد المعارضة موجود في جنيف لمحاولة تفعيل المسار السياسي كاملاً.
وكشف “البحرة” أن برنامج الجلسة الأولى شهد الاستماع لكافة أعضاء اللجنة الدستورية الراغبين في المداخلات، ورؤيتهم للدستور، ومقاربتهم لعمل اللجنة المصغرة (لجنة الصياغة).
وأشار “البحرة” إلى وجوب تركيز وفد المعارضة على تحقيق الهدف، وعدم الانجرار إلى ما وصفها بـ”المعارك الجانبية”، معتبراً أن سوريا أكبر من أي شخص كان، وأن الحديث عن الدستور، يعني “الحديث عن مستقبل سوريا وأطفال سوريا”.
الدستور السوري الجديد
وأكد رئيس وفد المعارضة أن الحديث عن دستور سوريا القادم، أكبر من مجرد فرد أو شخص أو حزب سياسي، ما يستوجب التركيز على نظام الحكم، وكيفية تحقيق فصل السلطات، وكيفية وضع موانع لعدم تكرار ما حدث في سوريا سابقاً.
وأضاف “هادي البحرة” أن محتوى الدستور وصياغته هو ما سيرسم شكل الدولة ومحدداتها، أما الأمور الأخرى ستحدد المرحلة الفاصلة بين هذه المرحلة والاستفتاء على الدستور، لأن صاحب الكلمة الأخيرة هو الشعب السوري، ولإجراء هذه الانتخابات في جو حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة، لا بد من تأمين البيئة الآمنة والمحايدة.
وقت إنجاز الدستور الجديد
وحول الوقت اللازم لإنجاز الدستور، قال إن وفد هيئة التفاوض السورية، ملتزم ببذل كافة الجهود ومحاولة تقصير الوقت اللازم للخروج بصيغة للدستور الجديد، منوهاً إلى ضرورة أخذ العلم بأن اللجنة جزء من القرار 2254، الذي يحدد مرحلة انتقالية لإجراء انتخابات على الدستور الجديد، وهي 18 شهراً، منها 6 أشهر لإنجاز الدستور الجديد.
وأضاف أن اللقاء الأول شهد بعض التفاصيل التي تحتاج للحسم، خاصة بعض الأمور التنظيمية في إدارة الجلسات، وهو ما أدى لتأخر انعقاد الجلسة.
هدف العملية السياسية
وأكد “البحرة” أن الأهداف الرئيسية هي تفعيل العملية السياسية في جنيف بكافة ملفاتها، بدءاً بالعملية الدستورية واللجنة الدستورية، وبشكل مواز معها تفعيل ملفات الحوكمة وملفات مكافحة الإرهاب، موضحاً: “هذا يحتاج لعملية تفاوضية ليست بالسهلة”، وفق تعبيره.
وبخصوص الرسائل السياسية التي توجه بها النظام لمواليه، أكد أن هذه التصريحات لا تجدي نفعاً، ولا تقدم شيئاً للشعب السوري، مؤكداً أنه لا يوجد سوري واحد “بعقل سليم” يستطيع أن يقول إن هناك نصراً لأي سوري، بعد “دمار سوريا والمآسي التي مر بها الشعب”.
رؤية المعارضة السورية لمستقبل سوريا
بدوره، قال عضو وفد المعارضة السورية في لجنة صياغة الدستور، “جمال سليمان”، إن اليوم الأول كان مناسبة جيدة لتعبر كافة الأطراف عما يجول في ذهنها.
وأضاف “سليمان”: “نحن كنا واضحين، نريد دولة ديمقراطية، تداولاً سلمياً للسلطة، دستوراً ونظاماً سياسياً يحترم مبدأ المواطنة المتساوية والحريات، ويقيم مبادئ العدالة الاجتماعية والمحاسبة، ولا أحد فوق القانون، ولا أحد يصل لكرسي السلطة إلا بانتخابات نزيهة، ويجلس فترة من الزمن على الكرسي ثم يغادره”.
وأوضح أن تحقيق الاختراق السياسي أمر بالغ الصعوبة، لأن النظام يعارضه بكل ما أوتي من قوة، لكن على المعارضة أن تضغط بقوة، وأن تكسب التأييد الدولي، وكذلك تأييد الشارع الموالي والمعارض، منوهاً: “لم نلمس أي تغير جوهري في سلوك وفد النظام، لكن نحن كمعارضة ما قلناه اليوم سنقوله كل يوم”.