حرائق في مواقع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بمحيط مدينة رأس العين بعد تعرضها لقصف جوي من الطائرات التركية – ديلي صباح
تباينت المواقف الدولية تجاه العملية العسكرية التركية التي أطلقتها تركيا في منطقة “شرق الفرات” شمال شرق سوريا لإنشاء منطقة آمنة، بين مؤيدة للعملية ومعارضة لها، في حين دعت دول أوروبية إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث العملية وتداعياتها.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أعلن أمس الأربعاء، انطلاق عملية “نبع السلام” العسكرية “شرق الفرات” شمال شرق سوريا، قائلاً في تغريدة له عبر حسابه بـ “تويتر” إن الجيش التركي “أطلق العملية ضد بي كا كا/ ي ب ك وتنظيم الدولة الإرهابيين في شمال سوريا”.
مواقف تعتبر عملية “نبع السلام” حقاً مشروعاً لتركيا
قال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” إن الولايات المتحدة “لم تعط الضوء الأخضر لتركيا كي تغزو سوريا”، مضيفاً أن أنقرة لديها “مخاوف أمنية مشروعة” وأن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” اتخذ قراراً بإبعاد الجنود الأمريكيين عن طريق الأذى.
من جانبه، قال “ينس ستولتنبرغ” أمين عام حلف شمال الأطلسي “ناتو”، إن تركيا لديها مخاوف أمنية مشروعة وتعرضت لهجمات إرهابية مروّعة، مردفاً “أؤمن بأن تركيا ستتحلّى بضبط النفس وأن أنشطتها ستكون متوازنة ومناسبة”.
بدوره، شدد وزير الدفاع القطري “خالد بن محمد العطية” على دعمه للعملية العسكرية التركية شمالي سوريا، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه معه نظيره التركي “خلوصي أكار” وزوّده بمعلومات متعلّقة بعملية “نبع السلام”، بحسب وزارة الدفاع التركية.
كما وصرحت الحكومة الباكستانية، بتقديرها دور تركيا الذي وصفته بـ”الإيجابي”، في إيجاد حل سياسي ناجع لـ”النزاع السوري”.
مواقف معارضة للعملية
دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف العملية العسكرية التركية شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحقيق حل مستدام للصراع السوري عسكرياً.
كما شددت الأمم المتحدة على ضرورة احترام أي عملية عسكرية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي، إذ قال “فرحان حق” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “إن أي عملية عسكرية ينبغي أن تحترم الميثاق والقانون الإنساني الدولي، كما ينبغي حماية المدنيين والمناطق السكنية بما يتوافق مع القانون الدولي”.
وعبر أعضاء بارزون في “الكونغرس” عن معارضتهم الشديدة للعملية، حيث قال السيناتور الديمقراطي “كريس فان هولن” إنه “يجب أن تدفع تركيا ثمناً باهظاً لشنها هجوماً على شركائنا الكرد”، مضيفاً “يجري وضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا”.
أما الجامعة العربية، فقد أعلن الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية “حسام زكي” أن الجامعة العربية تقف بوضوح ضد التحركات والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات التركية ضد سوريا، لافتاً إلى أن “هذه العمليات العسكرية تمس سيادة دولة عضو في جامعة الدول العربية وهي سوريا”.
وأدانت كندا وألمانيا هجوم تركيا على قوات “YPG” داعين إلى وقف العملية العسكرية في شمال سوريا، معتبرين أنها “تزعزع استقرار سوريا وتساعد على عودة ظهور تنظيم الدولة”.
وفي السياق، قال الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إن واشنطن لا تؤيد تركيا في عمليتها، واصفاً هذه العملية بأنها “فكرة سيئة” نافياً وجود جنود أمريكيين في المنطقة التي تجري فيها العملية.
وفي وقت سابق، رفض وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” العمل العسكري التركي شرق الفرات، مشيراً إلى ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية وسيادتها الوطنية وضرورة “مكافحة الإرهاب”، وفق وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
اجتماع لمجلس الأمن لبحث العملية التركية شمال سوريا
تقدمت خمس دول أوروبية، وهي بلجيكا وفرنسا وألمانيا وكندا والمملكة المتحدة، أمس الأربعاء، بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، من أجل مناقشة التطورات الأخيرة في شمال شرقي سوريا، ومن المتوقّع أن يعقد المجلس اليوم الخميس، جلسة مغلقة، بحسب “الأناضول”.
الجدير بالذكر أن هدف العملية العسكرية وفقاً لـ”أردوغان” هو القضاء على الممر الإرهابي المُراد إنشاؤه قرب الحدود الجنوبية لتركيا، وإحلال السلام في تلك المناطق، وأن بلاده ستقضي على التهديد الإرهابي الموجه ضدها، وذلك من خلال عملية “نبع السلام”.