أفاد مراسل “حلب اليوم“، بأن مخاوف مرضى الكلى في عموم إدلب وريفها تزداد مع احتمال توقف مراكز غسيل الكلى التي يتلقون العلاج فيها، نتيجة النقص الكبير بمستلزمات جلسات الغسيل.
أربعة آلاف جلسة شهريا مهددة بالتوقف:
وأوضح الدكتور “يحيى نعمة” رئيس “دائرة الرعاية الثانوية والثالثية” بمديرية الصحة الحرة في إدلب في تصريح خاص لـ “حلب اليوم”، أن ما يقارب الخمسمائة مريض كلى يجرون أكثر من أربعة آلاف جلسة غسيل كلى شهرياً في عموم إدلب وريفها.
وأضاف أن هذه العمليات تحتاج إلى مستلزمات وتكاليف عالية جداً من أنابيب وفلاتر وأحماض وسيرومات وأدوية وريدية ومحاليل وريدية، وتابع: “إننا ومنذ أشهر نعاني من نقص هذه المستلزمات في مراكز غسيل الكلى وخاصة السيرومات الملحية”.
أسباب نقص المستلزمات:
وأشار “نعمة” إلى توقف الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية لمعظم مراكز غسيل الكلى في إدلب وريفها منذ أشهر حيث امتنعت الجهات الداعمة عن تجديد عقودها في دعم معظم تلك المراكز وخاصة مستلزمات تلك الجلسات مع اقتصار الدعم على تقديم الرواتب للكوادر في بعض المراكز فقط.
وأضاف المسؤول الطبي، أن توقف الدعم اضطر معظم تلك المراكز إلى الاستمرار بشكل تطوعي والاعتماد في المستلزمات على ما لديها من احتياطي والذي سينفذ خلال شهر تقريباً.
البدائل شبه مستحيلة:
وأكد “نعمة” أنه نظرياً يمكن أن يعتمد مريض الكلى على شراء مستلزمات جلسة غسيل الكلى من الأسواق وخاصة السيرومات الملحية، وهي متوفرة بالأسواق.
وأضاف أنه لا بد من معرفة أن تكلفة مستلزمات الجلسة الواحدة تصل إلى مئة دولار والمريض بحاجة إلى جلستين أو ثلاث جلسات أسبوعياً، ما يعني أن تكلفة غسل الكلى تقارب الألف دولار شهرياً، وهو مبلغ ضخم يعجز عن تأمينه أي مريض، خاصة وأن هذه الجلسات ترافق المريض طوال حياته.
أكبر مركز في إدلب مهدد:
وأوضح مراسل “حلب اليوم” أن مركز “ابن سينا” لغسيل الكلى في مدينة إدلب أكبر مراكز الشمال السوري بمعدل 1500 جلسة شهرياً.
وأكد المدير الإداري للمركز “طه طقيقة” في تصريح لـ “حلب اليوم” أن عدد مرضى الكلى المسجلون في المركز قرابة الـ 133 من أصل 500 مريض تقريباً في الشمال السوري ويجري المركز قرابة 1500 جلسة غسيل شهرياً حيث تجرى جلستا غسيل أو ثلاث لكل مريض أسبوعيا، وفقاً لحالة المريض.
وأكد “طقيقة” أن “المركز كاد أن يغلق أبوابه قبل أيام بسبب نفاذ السيرومات الملحية بشكل كامل، خاصة أنه استقبل أعداداً جديدة من مرضى الكلى من النازحين من ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، وهو ما سرّع بنفاذ الكمية، لكن تبرعات للمركز منعت كارثة كانت ستحل بمرضى المركز”.
وأضاف “طقيقة” أن الكمية هذه تكفي لمدة شهر تقريباً وتابع: “حقيقة لا نعلم ما هو مصير مرضى الكلى بعد نفاذها”.
يشار إلى أن القطاع الطبي في الشمال السوري تعرض منذ أشهر إلى توقف الدعم عن الكثير من المراكز الصحية والنقاط الطبية وخاصة في مجال المستلزمات الطبية والعلاجية.
جدير بالذكر، أن طيران النظام وروسيا قصف بشكل مباشر العديد من المستشفيات التخصصية، وهو ما شكل ضغطاً كبيراً على القطاع الطبي في الشمال السوري، وفقاً لمراسلنا.