القيادي في “هيئة تحرير الشام” “أبو العبد أشداء” – أرشيفية
كشف القيادي في “هيئة تحرير الشام” “أبو العبد أشداء”، عن قضايا فساد إداري ومالي داخل “الهيئة”، وأخرى عسكرية، وذلك عبر تسجيلٍ مصوّر نشره على حسابه الرسمي في “تلغرام” أمس الاثنين، حمل عنوان “كي لا تغرق السفينة”.
وقال “أبو العبد”، إن “هيئة تحرير الشام” تلقّت أول تشكيلها دعماً بمبلغ ١٠٠ مليون دولار من جهةٍ لم يذكرها، مضيفاً أن دخل “الهيئة” شهرياً بعد السيطرة على مقدرات المنطقة المحررة يبلغ ١٣ مليون دولار، وأنها عندما قاتلت حركة “نور الدين الزنكي” صادرت منها ١٠ مليون دولار و١١٠٠ آلية متنوعة، بالإضافة إلى مستودعات ومعامل للسكر وغيره.
وأضاف “أبو العبد” أن دخل “الهيئة” الشهري للعسكريين والذي يعادل 650 ألف دولار أمريكي يكفي جميع عناصر فصائل المعارضة في إدلب من كل الفصائل “لو كانت بأيدٍ أمينة”، لافتاً إلى أن المقاتل في “الهيئة” يحلم بـ100 دولار أمريكي شهرياً بينما موظفو المعابر يتجاوز راتبهم الـ 250 دولاراً.
وتابع القيادي “احتكرت الهيئة تجارة المحروقات، الأمر الذي تسبب بتوقف ١٠٠ ألف شخص عن العمل ممن كانوا يزاولون مهنة تجارة المحروقات، كما تحتكر مع عدد من التجار في الشمال التجارة الكبيرة، ما ألحق الضرر بالكثير من التجار الآخرين”، وفق قوله.
وأكد “أشداء” وجود الفساد المالي في “الهيئة” مستشهداً بأمثلة حول فساد المعابر وما يتقاضاه عناصر “الهيئة” من “إتاوات” من اللاجئين ومرافقي المرضى، مؤكداً أن الهيئة تجبر الفلاحين على بيعها محاصيلهم الزراعية بأسعارٍ قليلة، ثم تبيعها لتجار يوصلونها إلى مناطق سيطرة النظام.
أما عن الوضع العسكري، فقد أوضح القيادي في “تحرير الشام” أن الهيئة لا تشغل سوى ربع نقاط الرباط في الشمال، كما أنها لا تدعم الفصائل الأخرى بالرغم من أنها من أغنى الفصائل الموجودة في المنطقة، وتتحكم بالموارد، وتسائل:أين تذهب الأموال إذا لم تُنْفَق في السلاح والمعارك لصد الحملات العسكرية الروسية؟.
وبيّن أن الهيئة لم تستطع الدفاع عن مناطق الشمال السوري والقيام بواجبها، إذ إنها لم تهتم خلال المعارك الأخيرة بفتح المحاور القتالية والإكثار من الهجوم على مواقع النظام، كما أهملت التحصين والتمويه ولم ينفق على ذلك إلا مال يسير من دخل الهيئة، مؤكداً أن قيادة الهيئة كانت تعلم بهجوم الميليشيات الروسية على “قلعة المضيق” بريف حماة قبل شهرين، ومع ذلك لم تجهز العدّة المناسبة.
وأردف القيادي “الهيئة لم تعد مشروع أمة ولا جماعة ولا تيار، بل حوّلوها إلى حقل تجارب شخصية، أقامت حكومة ومجالس صورية، ومن يخالف رأي القادة يتم تهميشه وتسفيهه وتخوينه ومحاربته، فقد أصبحت مملكة خاصة يتحكم فيها أصدقاء وأقرباء قادة الهيئة ويسلطونهم على أهم المفاصل الشرعية والأمنية والاقتصادية.
وبحسب “أشداء”، فقد تم تكثيف العمل الأمني المتعلق بكتابة التقارير في “الهيئة” حتى عن عناصر الهيئة ومدى قناعتهم بشخصية القيادة، وهل هذا الشخص ينقاد تماماً أم أنه قد يناقش ويفكر! ويتم تصنيفهم بناءً على ذلك، بحسب “أبو العبد”.