رئيس الائتلاف السوري “أنس العبدة” – أرشيفية
اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض “أنس العبدة” أن محاولات النظام السيطرة على إدلب “ستنهي الحل السياسي في البلاد”، وتفتح المجال أمام “صراع مسلح طويل” قد يمتد عشر سنوات على الأقل.
وقال رئيس الائتلاف في مقابلة أجراها مع وكالة “الأناضول” التركية بإسطنبول، “إنّ النظام لم يحترم اتفاق إدلب الذي تم توقيعه في “سوتشي” من بداية أيلول الماضي، إذ كان يريد الحسم العسكري لكن اتفاق إدلب ردعه مؤقتاً، وبعدها حصلت خروقات كثيرة سواء من النظام أو روسيا”.
خروقات “سوتشي” ربما لا تبقي سوى النقاط التركية
وأضاف أن “اتفاق سوتشي كان فيه أربع نقاط أساسية كانت بحاجة إلى تهدئة حقيقية لتنفيذها، لكن ما رأيناه هو استمرار في الخروقات، ما أثر على قدرة الفصائل وتركيا لإحداث تقدم في هذه النقاط، وبالتالي نحن في حالة ربما لا يبقى من الاتفاق إلا النقاط التركية الموجودة في إدلب”.
وأكد “العبدة” أن هذه النقاط “ما زالت مهمة” لأنها تمثل حالة من الحماية للمدنيين، لكن الاتفاق لم يعد محترماً من قبل روسيا والنظام بشكلٍ أساسي، وإيران التي انضمت إلى الحملة العسكرية بمرحلة متأخرة من معركة الـ110 أيام الأخيرة، وهذه المشاركة زادت الضغط على خان شيخون.
مساعي تركيا مهمة وروسيا ارتكبت جرائم حرب بمشاركة النظام
وأشار العبدة إلى مقابلة أعضاء الائتلاف، قبل أيام، لوزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو”، وأبلغهم بوجود “مساعٍ تركية حثيثة لوقف إطلاق النار”، وهو كان الهدف الأساسي لاتفاق إدلب وحصول حالة تسمح بالانتقال للحل السياسي، كما بيّن أهمية مساعي الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وإقناعه الجانب الروسي بالالتزام بالاتفاق كما هو، أو العمل على اتفاق قابل للتحقيق والتطبيق.
وأردف رئيس الائتلاف “روسيا ارتكبت جرائم حرب وشاركها النظام بذلك، وهذا يدل على أن الهدف الروسي منذ بداية تدخلها العسكري في سوريا حسم المعركة لصالح النظام، وهو يعني بالضرورة أنه لن يكون هناك حل سياسي، لذلك الحديث ليس فقط عن إدلب بل عن أي منطقة”.
التقدم الأخير للنظام وروسيا تسبب بنزوح حوالي مليون شخص
وأفاد “العبدة” بخصوص التقدم الأخير للنظام وداعميه، بأنه “كان على الروس التفكير بطريقة منطقية فعليهم الاستجابة للطلبات التركية، وننتقل لمرحلة جديدة من حماية المدنيين، بالنسبة إلينا الأولوية هي المدنيون النازحون، بعضهم نزحوا للمرة الثانية، وخلال المعارك الأخيرة بلغ عدد النازحين بين 800 ألف إلى مليون نازح حالتهم يرثى لها”.
عسكرياً، قال رئيس الائتلاف “إن هناك إعادة ترتيب لغرف عمليات وخطط الجبهة الوطنية للتحرير وبقية الفصائل، والقدرة على الصمود موجودة لديها، المعنويات عالية في القتال، وعلى الجانب الآخر أثبت النظام أنه غير قادر على تحقيق النصر دون التدخل الخارجي من قبل روسيا وإيران”.
وعن الاتفاق التركي الأمريكي حول شرق الفرات، بين رئيس الائتلاف آنه بآخر اجتماعاتهم مع الجانب التركي والأمريكي تم إبلاغهم التوصل إلى اتفاق أولي تركي أمريكي حول تشكيل المنطقة الآمنة، لكن يوجد نقاط عديدة قيد النقاش لم يتم التوافق عليها بعد وهي من يحق له التواجد العسكري ومن يدير المنطقة.
واعتبر أنه “كلما بقيت المناطق خارج سيطرة النظام، كانت هناك إمكانية للحل السياسي، لأن روسيا تسعى لإنهاء المناطق خارج سيطرة النظام، لإنهاء الحل السياسي، وأعتقد أن روسيا والنظام يعارضان هذه المناطق (شرق الفرات)”.
النظام يلعب دوراً في تأخير تنفيذ العملية السياسية
واتهم “العبدة” النظام وحلفاءه “بلعب دور في تأخير تنفيذ العملية السياسية”، والتطورات في إدلب تلقي بظلالها على الحل السياسي، لكن الأمور متداخلة، فما يجري بشرق الفرات يؤثر على إدلب، والعكس صحيح، وهناك جهات تتلاعب بهذه الأمور، على اعتبار أنها أوراق للمقايضة مقابل إنجازات معينة وأمور تطلبها، وبالتالي اللجنة الدستورية كانت “ضحية النظام ومماطلته”، وفق تعبيره.
ماذا عن حل مشاكل السوريين في تركيا؟
وفيما يتعلق بتشكيل لجنة من الائتلاف ووزارة الداخلية التركية لحل مشاكل السوريين في تركيا، قال العبدة “هناك من 4 إلى 5 ملايين سوري يقيمون في تركيا، وهم ينقسمون إلى ثلاث حالات، 3.6 ملايين منهم تحت الحماية المؤقتة، وهناك نحو 400 ألف لديهم إقامات، ليصبح المجموع 4 ملايين، وهناك سوريون ليست لديهم حماية مؤقتة أو إقامة، فهم خارج قانون الحماية المؤقتة، قد يصل عددهم نحو مليون”.
وأردف: “طلبنا تمديد المهلة 3 أشهر، وأن تكون هناك لجنة مشتركة، وبعض القضايا الإنسانية مثل لم الشمل، وكان هناك استجابة سريعة من الوزير، وبدأنا التواصل مع الجهات على ملف اللجنة، وسيكون هناك مشاركة لأطياف من خارج الائتلاف فيها، والهدف أن تكون هناك قناة واحدة موحدة للسوريين مع الجانب الرسمي التركي، يستمع لرسالة سورية واحدة، وبالعكس رسالة تركية واحدة للسوريين”.
وبيّن أنه “خلال الفترة الماضية كان هناك خط ساخن بين الائتلاف ووزارة الداخلية، قدم عبرها قائمة عدد من السوريين الذين تم ترحيلهم خطأ إلى سوريا، كان لديهم كملك وكانوا تحت الحماية المؤقتة، وكانت هناك استجابة سريعة من وزارة الداخلية، درسوا الحالات وتمكنا من إعادة حوالي 6 شباب كان عندهم أوراق كاملة وأعدناهم إلى عائلاتهم، وهناك قوائم أخرى يعمل عليها حالياً من طرفنا وأيضا من طرف الداخلية التركية”.
وأخيراً لفت “العبدة” إلى أنه “من الضروري لكل سوري أن يسعى ليكون تحت إطار القانون، وفي إطار المحددات القانونية، عندها فقط يمكن حماية الشخص والدفاع عنه في حال تم التعامل معه بطريقة تعسفية، وهذه نصيحتنا الأساسية للسوريين.
المصدر: الأناضول