أعمال القمة العربية الطارئة
تستضيف المملكة العربية السعودية 3 قمم عربية وخليجية وإسلامية، يومي الخميس والجمعة؛ لبحث التوترات التي تشهدها منطقة الخليج.
والقمم الثلاث هي: قمة قادة مجلس التعاون الخليجي الطارئة، وقمة جامعة الدول العربية الطارئة، والدورة الـ 14 لقمة التعاون الإسلامي، وستركز القمم الثلاث على أهم القضايا الراهنة في المنطقة، وفي مقدمتها الملف الإيراني وخاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط وسفن سعودية وإماراتية.
انتهاء أعمال القمة الأولى
انتهت أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي، مساء الخميس، في مدينة مكة بالسعودية، بحضور رئيس وزراء قطر، وأمير الكويت، ومستشار السلطان العماني، والعاهل البحريني، وولي عهد أبو ظبي، ومسؤولين آخرين.
دعوة سعودية لوقف تهديدات النظام الإيراني
رأى الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح القمة الخليجية بمكة المكرمة أن دعم النظام الإيراني لـ “الإرهاب” وتهديده للأمن والاستقرار في المنطقة، بهدف توسيع النفوذ والهيمنة، يستدعي من دول الخليج جميعاً العمل من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وفق قوله.
وأضاف الملك خلال كلمته أن ما يقوم به النظام الإيراني من تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتطوير برامجه النووية والصاروخية وتهديده لحرية الملاحة العالمية بما يهدد إمدادات النفط للعالم يعد تحدياً سافراً لمواثيق ومبادئ وقوانين الأمم المتحدة لحفظ السلم والأمن الدوليين، على حد تعبيره.
ودعا العاهل السعودي المجتمع الدولي، إلى “استخدام كافة الوسائل، لوقف النظام الإيراني من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورعايته للأنشطة الإرهابية، والتوقف عن تهديد حرية الملاحة في المضائق الدولية”.
التأكيد على ضرورة وحدة الصف الخليجي
شدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني على ضرورة الحرص على وحدة الصف الخليجي في ظل استمرار الاستفزازات والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المجلس.
وقال في كلمته خلال انعقاد القمة الخليجية الأربعين في مكة المكرمة: “القمة تنعقد في وضع إقليمي بالغ الحساسية ينذر بتحديات صعبة، ويتطلب من قادة مجلس التعاون الحيطة والحذر والاستعداد ومزيدًا من التكاتف والتعاضد”.
وأشار إلى أن مبادرة القمة “جاءت لتدارس الوضع المعقد الذي تعيشه المنطقة لاتخاذ موقف جاد وفاعل”.
الموقف القطري
قال وزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن” إن مشاركة دولة قطر في القمم الثلاث المنعقدة في مكة المكرمة تأتي انطلاقاً من دعمها للعمل العربي الإسلامي المشترك وحرصها على أمن واستقرار المنطقة وخدمة مصالح شعوبها، مشيراً إلى أن التحديات العديدة في المنطقة تتطلب تعزيز مفهوم الحوار والتعاون للحفاظ على الأمن الاقليمي، وفق قوله.
البيان الختامي
أدان البيان الختامي تعرض أربع سفن تجارية مدنية لعمليات وصفها بـ “التخريبية” في المياه الإقليمية للإمارات، والتي طالت ناقلة نفط إماراتية وناقلتي نفط سعوديتين وأخرى نرويجية، واعتبر أن ذلك يعد تطوراً خطيراً يهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية في هذه المنطقة الحيوية من العالم كما أنه ينعكس سلباً على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى استقرار أسواق البترول.
أعمال القمة العربية الطارئة
انعقدت القمة العربية الطارئة بحضور العديد من قادة ومسؤولين في الدول العربية وذلك بعد لحظات من انتهاء قمة قادة مجلس التعاون الخليجي.
وقال أمين جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمته: إن “العرب لا يبتدرون غيرهم بالعداوة ولكن لا يقبلون الضيم”، معتبراً أن القوات الحوثية المدعومة إيرانياً تجاوزت الخطوط الحمراء، كما أشار إلى أن تهديد أمن الملاحة وطرق التجارة يمثل تصعيدا خطيرا.
من جهته رأى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الهجمات التي تعرضت لها المرافق النفطية بالسعودية والخليج تمثل أعمالاً “إرهابية” صريحة و”ينبغي العمل بكل الوسائل لردع مرتكبي الهجمات على المرافق النفطية بالسعودية والخليج”.
ولفت الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى أن القمة العربية تعكس الاهتمام الخاص للمملكة العربية السعودية بالقضايا العربية ودورها الرائد في خدمتها كما تجسد عمق الروابط الأخوية والتضامن الذي يجمع الدول العربية، على حد قوله.
من جانبه شدد الملك السعودي على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانية ورعايتها للأنشطة “الإرهابية” في المنطقة والعالم من تهديد للأمن والسلم الدوليين واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام والحد من نزعته التوسعية.
وقال الملك الأردني “عبد الله الثاني”: إن “التحديات الحالية تتطلب زيادة العمل والتنسيق العربي، مؤكداً أن أمن دول الخليج يمثل ركيزة هامة لأمن واستقرار المنطقة”.
واستنكر الرئيس العراقي “برهم صالح” أي عمل “إرهابي” ضد دول الخليج، فيما عبر أمير الكويت عن قلقه إزاء التصعيد الأخير في منطقة الخليج.
البيان الختامي
أدان البيان الختامي للقمة العربية الطارئة التدخل الإيراني في شؤون سوريا، وما وصفه بـ “الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات”، والأعمال التي تقوم بها قوات الحوثي في اليمن، واستمرار إطلاق الصواريخ الباليستية من قبل الحوثيين باتجاه الأراضي السعودية.
كما دعا البيان إلى السعي لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة واحترام كل الدول لمبادئ حسن الجوار.
وقالت وكالة الأناضول التركية إن العراق اعترض على البيان الختامي للقمة العربية الطارئة الذي ندد بسلوك إيران في المنطقة.
قمة منظمة التعاون الإسلامي
ستعقد الدورة الـ 14 من القمة الإسلامية العادية لمنظمة التعاون الإسلامي يوم غد الجمعة بمشاركة 57 دولة، حيث انطلقت في مدينة جدة السعودية، مساء أمس، أعمال الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، تمهيداً للقمة الإسلامیة التي ستعقد في مكة.