صورة أرشيفية لسوق المحمص في حلب القديمة
تعرضت أسواق حلب القديمة لدمار كبير خلال سنوات الحرب بسبب القصف والمعارك في المنطقة، ما تسبب بوقف الحركة التجارية فيها بشكل شبه كامل.
ورغم سيطرة قوات النظام على مدينة حلب في نهاية عام 2016 إلا أن الحياة لم تعد إلى هذه الأسواق والتي تعتبر الشريان الاقتصادي لعاصمة الشمال السوري.
أحد التجار روى لحلب اليوم مشاهداته خلال زيارة قام بها إلى المدينة القديمة قائلاً: “وضع الأسواق القديمة مأساوي فالعديد من المحلات مهدمة وبعض الأسقف تتساقط منها الحجارة بين الحين والآخر ولا يوجد بوادر جادة للترميم الكامل”.
ويضيف: “هناك بعض أصحاب المحال يحاولون ترميم متاجرهم بشكل فردي أملاً منهم بعودة الحياة من جديد إلى السوق”، ويستدرك قائلاً: “المدينة القديمة بحاجة إلى مؤسسات دولية لترميمها نظراً لحجم الدمار الكبير الذي حل فيها، فالمبادرات الفردية ربما تعيد متجراً أو عدة متاجر للحياة، ولكنها لن تعيد الحياة إلى السوق كاملاً”.
وحول عمليات الترميم القائمة يقول التاجر إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP” يقدم منحة مالية قدرها 1500 دولار (نحو 850 ألف ليرة سورية) لترميم بعض المحلات التجارية، وذلك بعد تقديم التجار أوراق تثبت ملكيتهم لتلك العقارات.
ويشير التاجر الحلبي إلى أن “هذه المنحة لا تقدم لأصحاب المحلات المهدمة، ولكنها تعطى فقط لترميم المحال المتضررة جزئياً حيث يتم تركيب الأبواب والرفوف والقيام بأعمال الديكور”.
ويضيف التاجر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يشترط على أصحاب المحال الذين يستفيدون من هذه المنحة فتح محلاتهم وبدء نشاطهم التجاري بعد الانتهاء من عمليات الترميم.
ويؤكد التاجر أن عمليات الترميم الجزئية ليست كافية لإعادة السوق لنشاطه، مشيراً إلى أن البنية التحتية باتت مدمرة بشكل شبه كامل وكذلك بعض الأسواق كسوق الذهب.
وحول إمكانية عودة أصحاب المحلات لمزاولة تجارتهم في السوق، قال التاجر إن هناك الكثير من التجار يرفضون العودة في ظل الوضع الراهن، نظراً لنقل نشاطهم منذ فترة طويلة إلى مناطق أخرى فضلاً عن عدم ثقتهم بالجدوى الاقتصادية في حال عودتهم للعمل في الأسواق القديمة دون إجراء ترميم كامل.
وطالب التاجر الحلبي في ختام حديثه لحلب اليوم بتدخل مؤسسات كبيرة مختصة في مجال ترميم الآثار لصيانة كامل سوق المدينة الأثري، مؤكداً على أن هذه السوق يعتبر رمزاً من رموز حلب.
يشار إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) أدرجت المدينة القديمة في حلب على قائمتها للتراث “المهدد بالخطر” جراء الأضرار والدمار والنيران التي لحقت بها خلال الحرب.