كاتيا الشوفي – حلب اليوم
شهر أيلول، أو شهر النكبات الاقتصادية، كما يحلو لأهالي السويداء تسميته بما يحمله من أعباء اقتصادية في ظل غلاء فاحش طال كافة جوانب الحياة، ولم يستثني شيئاً حتى سعر الفجل.
ومن عبء المدارس ومستلزماتها لتكاليف (المونة) الخاصة بالشتاء ووقود التدفئة، تحتاج الأسرة الصغيرة لأكثر من نصف مليون ليرة سورية لتجاوز نفقات هذا الشهر.
فكيف يحل أبناء السويداء عقدة أيلول؟ وما هي المعاناة التي يكابدها المدنيون لتحقيق التوازن بين الدخل المحدود لمعظمهم والغلاء؟ وهل يضطر البعض للقيام بأكثر من عمل لسد العجز؟!.
تضييق اقتصادي
أكد (سامي عامر)، مهتم بالشأن الاقتصادي، أن معظم أهالي السويداء موظفين في الدوائر الرسمية، ومتوسط الراتب المقطوع لكل موظف 40 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 90 دولاراً فقط.
وأضاف (عامر) في حديث “لحلب اليوم” ارتفعت أسعار الكثير من المواد الرئيسية، خلال الأعوام الماضية، بشكل كبير، وبدأت تشكل عبئاً ثقيلاً على المدنيين، لاسيما مع فصل الكثير منهم من الوظائف الخاصة بهم بسبب تخلفهم عن الخدمة العسكرية”.
وأردف المصدر “أن التجار يستغلون حاجة المدنيين لتخزين مواد غذائية استعداداً لفصل الشتاء ليرفعوا أسعار تلك المواد، وذلك بحجة الدولار وتفاوت سعره، في الوقت الذي بقيّ فيه راتب الموظف ثابتا نسبياً”.
وأكمل عامر “أن الكثير من الشباب يعانون البطالة أصلاً، وذلك بسبب قلة فرص العمل والملاحقة الأمنية، الأمر الذي اضطر عدداً منهم لامتهان أعمال لا تتناسب مع الشهادات الدراسية التي يحملونها، ولا توفر مدخولاً كافياً يسدّ النفقات والاحتياجات الضرورية”.
18ساعة عمل
تحدث (إياد العلي)، ربٌّ لأسرةٍ مؤلفةٍ من ستة أفراد، عن معاناته مع بدء الموسم الدراسي، وموسم المونة، حيث بلغت تكاليف المستلزمات المدرسية لثلاثةٍ من أولاده أكبرهم في الصف الثالث الثانوي حوالي 75 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أنه يعمل آذناً (مستخدماً) في إحدى المدارس، وأن راتبه لا يتجاوز 35 ألف ليرة سورية.
وأكد في حديث (لحلب اليوم) على أنه “يحتاج أضعاف هذا المبلغ لشراء المونة الشتوية المكدوس والبرغل والأرز والعدس والسكر.. إلخ، ويتوجب عليه الحصول على أكثر من 10 أضعاف راتبه لتأمين هذه المواد”.
وتابع (العلي) “اضطررت للعمل في أحد المحال التجارية، خلال فترة ما بعد الظهر، بمعدل عمل يومي 18 ساعة لتأمين جزء يسير يمكنه أن يسد قسماً من مستلزمات الشتاء”، مشيراً إلى أن “الراتبين معاً لا يعادلان مصروف شهر لعائلة في ظل هذا الغلاء”.
أسعار نار
قال مراسل (حلب اليوم): “يتراوح سعر كيلو الباذنجان الخاص بالمكدوس، أحد أبرز أصناف المونة في السويداء، ما بين 110 إلى 150 ليرة سورية، بينما يصل سعر كيلو الفليفلة ل 250 ليرة، ويبلغ سعر ليتر الزيت 600 ليرة”، وذلك بعد جولة قام بها على أسواق مدينة السويداء.
وتابع المراسل “يصل سعر البنطال المدرسي إلى 6 آلاف ليرة للقماش من النوع المتوسط، بينما يبلغ سعر القميص 5 ألاف، ويتراوح سعر الحذاء ما بين 7 إلى 15 ألفاً تبعاً للنوع والجودة، ناهيك عن أسعار القرطاسية المرتفعة جداً أيضاً”.
ونوّه إلى أن “مجلس محافظة السويداء، التابع للنظام، أصدر بطاقات خاصة بوقود التدفئة تمكن الأسرة من الحصول على 300 ليتر، على مدى 6 أشهر، أي بمعدل 50 ليتر شهرياً وبسعر إجمالي يبلغ 54 ألف ليرة”.
وأردف أن “المخصصات من قود التدفئة لا تكفي المواطنين، خلال شهر كانون الأول فقط، وأن الكثير من المدنيين يحتاجون لأضعاف هذه الكمية لتجاوز شتاء جبل العرب الذي يتصف بقساوته وبرودته”، مؤكداً على أن “الكثير من المدنيين بدأوا بشراء الحطب، والذي بلغ سعر الطن الواحد منه 65 ألف ليرة سورية”.