وجّهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” مناشدة للأطراف الفاعلة في سوريا، من أجل إدخال المساعدات إلى المحاصرين في مخيم الركبان.
ونشرت المنظمة، أمس الأربعاء، عبر حسابها في “تويتر”، تغريدة تقول: “مرة أخرى، تعود اليونيسف لتناشد جميع أطراف النزاع في سوريا، وأولئك الذين لهم نفوذ عليهم، لتسهيل وصول الخدمات الأساسية، بما فيها الصحية، إلى الأطفال والعائلات.. إنها كرامة الإنسان في حدها الأدنى”.
اقرأ أيضاً: أهالي مخيّم الركبان يتظاهرون لرفع حصار قوّات النظام
وجاء ذلك، بعد وفاة طفلين لسوء الرعاية الصحية، في المخيم الذي تحاصره قوات النظام من الجهة الشمالية والغربية.
وأكّدت المنظمة في تغريدتها أن أوضاع النازحين في المخيم ستزداد سوءً، مع اقتراب أشهر الشتاء البارد وانخفاض درجات الحرارة.
مرة أخرى، تعود اليونيسف لتناشد جميع أطراف النزاع في #سوريا وأولئك الذين لهم نفوذ عليهم، لتسهيل وصول الخدمات الأساسية، بما فيها الصحية، إلى الأطفال والعائلات. إنها كرامة الإنسان في حدها الأدنى.https://uni.cf/2EbMTsO #أطفال_تحت_القصف
ويعاني سكّان مخيّم الركبان على الحدود السوريّة الأردنيّة من أوضاع إنسانيّة صعبة جراء استمرار قوّات النظام منع دخول المواد الغذائية والأدوية إلى المخيّم منذ نحو عشرة أيام.
وقال الناشط الإعلامي من داخل مخيم الركبان، عماد أبو شام، خلال لقاء مع حلب اليوم، أمس، إن “المخيّم بات يعاني من ندرة كبيرة في المواد الأساسية، ما تسبب بارتفاع كبير في أسعارها، حيث وصل سعر كيلو السكر إلى 1000 ليرة سورية، ولتر البنزين إلى 1500 ليرة، فيما وصل سعر كيلو البندورة إلى 800 ليرة، كل ذلك وسط أوضاع اقتصاديّة صعبة يعاني منها قاطنو المخيّم جراء انعدام المساعدات عن مخيّم الركبان منذ نحو تسعة أشهر”.
وعن الوضع الطبي في المخيّم أشار الناشط، نقلاً عن مصدر طبّي، إلى أن “المخيّم يوجد فيه نحو سبعة آلاف حالة مرضية من بينها 1200 حالة مزمنة، منذ فترة لا يقدم إليهم العلاج اللازم بسبب توقف النقاط الطبيّة عن العمل وندرة الأدوية في المخيّم”.
ولفت “أبو شام” إلى أن “النقطة الطبيّة الوحيدة العاملة في المخيّم هي نقطة “اليونيسيف”، وبحسب أهالي المخيّم فإن نقطة اليونيسيف يقتصر عملها على إعطاء المسكنات في حين أن كثير من الحالات تحتاج إلى تحويل إلى مشافي خاصة غير متوفرة في المخيّم وبحاجة إلى دخول إلى الأراضي الأردنيّة”.
وبلغ عدد الوفيّات في مخيّم الركبان خلال الأسبوع الماضية ثلاثة نازحين (امرأة وطفلين) توفوا جراء انعدام الغذاء والرعاية الصحيّة في المخيّم ومخيّم الركبان هو أحد المخيّمات الواقعة في الجنوب السوري، أُنشئ عام 2015 ، ويقطنه نحو 60 ألف نسمة من مختلف المناطق السوريّة.
وكانت الأمم المتحدة أوقفت المساعدات الإنسانيّة عن المخيّم منذ نحو تسعة أشهر دون مبرر، ما فاقم معاناة أهالي المخيّم، في حين تحاول قوّات النظام الضغط على الوجهاء في مخيّم الركبان لتمرير اتفاق يقضي بإغلاق المخيّم وتوجه النازحين إلى مناطق سيطرتها أو إلى مناطق الشمال السوري.
بطاقة تعريف.. مخيّم الركبان:
تم إنشاء مخيم عشوائي في المنطقة الحدودية مع الأردن من الجهة السورية للاجئين السوريين على طول 7 كيلومتر من المنطقة المحرمة المنزوعة السلاح بين سوريا والأردن، وبعمق 3 كيلومترات، حيث فرّ الآلاف من السوريين إلى هذه المنطقة بحثاً عن الأمان.
بلغ عدد اللاجئين في هذه المنطقة كليّاً في شهر كانون الثاني 2017 حوالي 85,000 لاجئ سوري، ولا يُسمح لهم بدخول الحدود الأردنية إلا للحالات الاضطرارية، بعد مهاجمة تنظيم الدولة لقوات حرس الحدود الأردنية في عام 2016. كما لا يمكن لمنظمات الإغاثة الدولية دخول المخيم لمحاصرة قوات النظام له.