توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرياض بعقاب شديد في حال ثبوت قتلها للصحفي السعودي جمال خاشقجي، متوقعاً حصول واشنطن على إجابات في القريب العاجل بشأن هذه القضية.
وأوضح ترامب في لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض أمس السبت، أن هناك إجراءات أخرى قوية وفعّالة سيتخذها ضد السعودية إذا ثبت ضلوعها في اختفاء خاشقجي، مستثنياً من هذه الإجراءات -التي لم يحددها- إلغاء الصفقات العسكرية التي أبرمها مع الرياض.
وأشار ترامب في مقابلة مع قناة “سي بي أس” إلى احتمالية قتل الخاشقجي قائلاً “حتى الآن هم (السعوديون) ينفون (تورطهم) بشدّة، هل يمكن أن يكونوا هم؟ نعم”، مضيفاً “كان أملنا الأول ألاّ يكون قد قتل، لكن ربما الأمور لا تبدو جيدة… بحسب ما نسمعه، قد لا نتمكن من رؤيته مجدداً، وهذا أمر محزن جداً”.
من جانبه، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس السبت، أن الجانب السعودي لم يتعاون في التحقيقات التركية، حاثّاً إيّاه على السماح للمدعي العام التركي وفريقه بدخول القنصلية السعودية في إسطنبول.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة صباح التركية، إن المحققين الأتراك توصلوا إلى معلومات بفضل ساعة اليد الذكية من نوع آبل، التي كان يرتديها خاشقجي حين دخل القنصلية، بعدما ترك هاتفه مع خطيبته خارج المبنى، لافتةً إلى أن الساعة سجلت ما حدث لخاشقجي بعد دخوله المبنى، ورفعت المواد المسجلة إلى “آي كلاود” (تخزين سحابي) مرتبط بالهاتف الذي تركه مع خطيبته.
ووفقا للصحيفة التركية، فإن التسجيلات تدل على تعرض خاشقجي للضرب والتعذيب قبل قتله، إلا أن السعوديين اكتشفوا عملية التسجيل وقاموا بمسح بعض الملفات، مؤكدةً أن الاستخبارات التركية تمكنت من استرجاع كافة التسجيلات.
وفي آخر التطورات، قالت صحيفة يني شفق التركية، إن بعض أفراد الفريق السعودي أتوا إلى القنصلية بعد قتل خاشقجي لتنظيف مسرح الجريمة وتقطيع الجثة، ثم خرج بعضهم من القنصلية حاملين حقائب كبيرة كانوا قد اشتروها من أحد أسواق إسطنبول، مضيفةً أنه تم تحميل الحقائب في سيارة توجهت إلى منزل القنصل الذي يبعد حوالي 500 متر عن مبنى القنصلية، الأمر الذي دفع الأمن التركي إلى استنتاج دفن أجزاء من جثة خاشقجي بحديقة المنزل.
يذكر أن شركات غربية أعلنت فسخ وتعليق شراكاتها الاقتصادية مع السعودية، على خلفية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي منذ 2 تشرين الأول الجاري، بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول.