أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، بأن واشنطن وضعت اليوم الجمعة موعداً نهائياً أمام حلفائها الأوروبيين كي يؤكدوا التزامهم بالخطة الأمريكية حول “استقرار الوضع في الشمال السوري”.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الخميس، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة الرئيس دونالد ترامب طالبت ثمانية حلفاء أوروبيين، بمن فيهم فرنسا وبريطانيا وتركيا، بتأكيد تحملهم المسؤولية، وأمهلتهم حتى نهاية اليوم، وذلك في محاولة لـ”إقناع الشركاء المترددين بالوقوف إلى جانب واشنطن في خطتها التي لا تزال قيد الإعداد”.
وذكر المسؤولون أن الولايات المتحدة دعت حلفاءها في القارة العجوز إلى أن “يبقوا جزءا من التحالف ويضمنوا ألا يستعيد تنظيم الدولة موطئ قدم له في الشمال السوري”.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي للصحيفة إن الأوروبيين “أبدوا نيتهم البقاء، لكنهم لم يلتزموا بعد”، فيما أوضح آخرون أن اليوم الجمعة موعد لإطلاق مشاورات بخصوص استراتيجية التحالف في سوريا وليس موعداً لتقرير مستقبل التحالف في البلاد.
وذكر مسؤولون دفاعيون أمريكيون رفيعوا المستوى أن قرار ترامب التخلي عن خطته الأصلية وإبقاء جزء من القوات في سوريا جاء استجابة لمطالب الأوروبيين.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن فرنسا هي الحليف الوحيد للولايات المتحدة الذي أكد نيته إبقاء قوات في سوريا، فيما قال مسؤولون فرنسيون في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن باريس لا تزال تنتظر مزيدا من التفاصيل حول الخطة الأمريكية.
وذكر مسؤولون في البنتاغون للصحيفة أن الخطة الأمريكية في نسختها الحديثة تقضي بإبقاء ثلاث مجموعات من الجنود الأمريكيين في سوريا، أولهم في مدينة منبج عند الحدود مع تركيا، حيث ستواصل القوات الأمريكية تسيير دوريات مشتركة مع القوات التركية.
وأما المجموعة الثانية فستبقى في شرق الفرات، داخل المنطقة الآمنة المزعومة، وفيما يتعلق بالمجموعة الثالثة فستبقى في قاعدة التنف عند الحدود مع الأردن، ضمن إطار الحملة ضد “داعش” وجهود التصدي لتموضع إيران في البلاد، لكن دور هؤلاء الجنود لن يشمل التدريب وتقديم الخدمات الاستشارية، حسب مسؤول دفاعي أمريكي رفيع المستوى.
وفي السياق، أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، “ديفيد ساترفيلد”، أن بلاده لن تترك سوريا “نهائياً”، وفقاً لما ذكرته صحيفة “الحياة اللندنية” نقلاً عن مصادر “لم تسمها”.
وبحسب الصحيفة فإن المسؤول الأمريكي أشار إلى أن الـ 400 جندي الأمريكي الباقين في سوريا لهم مهمة محددة، وبالتالي فإن واشنطن لن تسمح بأن يملأ الفراغ بعد انسحابها، لا “الميليشيات التابعة لإيران ولا تلك التابعة للنظام” وفق تعبيره.
جدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي كان قد أعلن الشهر الماضي شباط، أنه قرر الإبقاء على 400 جندي في سوريا، مقسمين بين المنطقة الآمنة التي يجري التفاوض حولها في شمال شرق سوريا، وبين القاعدة الأمريكية في التنف.