تشهد مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، عقب اتفاق التسوية الذي تم مع قوات النظام في شهر أيار من العام الماضي، استقطاباً كبيراً لأصحاب رؤوس الأموال، الذين وجدوا في المنطقة ضالتهم، حيث بدؤوا بحملة شراء العقارات، والمنازل المهدمة بأسعار بخسة، مستغلين حالة الفقر الكبيرة التي حلت بمالكيها.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” في محافظة حمص، بأن من أبرز المستثمرين في المنطقة، هم العقيد “رباح العلي”، أحد الضباط المتنفذين لدى قوات النظام، من مرتبات الإنشاء العسكري، بالإضافة للتاجر “ناصر النواف”، والمهندس “عبد الرحمن الخطيب”، والذي ترأس منصب رئيس شعبة الهلال الأحمر في ريف حمص الشمالي طيلة الأعوام الثمانية الماضية.
وقال المواطن “محمد.ن”، أحد أبناء مدينة تلبيسة، والذي اضطر لبيع منزله مؤخراً للعقيد “رباح العلي”، لمراسل حلب اليوم: عرضت عقاري الذي تبلغ مساحته 215م للبيع، نظراً لعدم قدرتي على إصلاح ما دمرته طائرات النظام.
وأضاف “محمد” بأن العقيد “رباح العلي” عرض عليه أن يتنازل له عن ملكية العقار كاملاً، مقابل إعطاءه منزلاً تبلغ مساحته 70 م، لافتاً إلى أن وضعه المادي دفعه إلى قبول العرض، رغم بخاسته.
ويسعى المستثمرون للحصول على أهم الأراضي الصالحة للبناء في ريف حمص، آخذين بعين الاعتبار أهميتها الاستراتيجية من حيث الموقع، ومدى المكسب المادي الذي قد تدره في مرحلة ما بعد الإنشاء.
ومن الجدير ذكره، بأن معظم العمارات في ريف حمص الشمالي لا يزيد ارتفاعها عن طابقين فقط، في حين تم منح التراخيص اللازمة من قبل الدوائر الحكومية للمستثمرين لبناء مبان تزيد عن خمسة طوابق في حالة هي الأولى من نوعها في المنطقة.