ليس مشهدَ نقلِ أثاثٍ من منزلٍ لآخر، إنما هو الاستعدادُ لرحلةِ نزوحٍ قسريةٍ مجهولةِ الوجهة في ظروفٍ مناخيةٍ قاسية لعائلةِ حمدو ومعظمِ سكانِ بلدةِ جرجنازَ بريفِ ادلبَ الجنوبي التي تتعرضُ لقصفٍ مكثفٍ بشكلٍ شبه يومي دفعَ سكانَها للرحيلِ عنها.
سوقُ البلدةِ الذي كان يغُصُ بروادهِ أغلقَتْ محالُه وغادرها أصحابُها كما باقي سكانِ البلدةِ بعد عدةِ مجازرَ سقط إثرَها ثمانيةَ عشرَ مديناً، معظمهم من الأطفال ، بالإضافةِ إلى عشراتِ المصابين.
قرابةُ الخمسينَ ألفَ نسمةَ نزحوا من بلداتِ ريف ِادلبَ الجَنوبي إلى مناطقَ أخرى، تُسمى مجازاً بالأكثر أمناً رغْمَ أن مناطقَهُم ليست ببعيدةٍ عن نقاطِ المراقبةِ التركية.
للمرةِ الثانيةِ خلالَ هذا العام ينزحُ سكانُ جرجناز والقرى المجاورةِ عن بلداتِهم نتيجةَ التصعيدِ العسكري، رغَم أن مناطقَهم مشمولةٍ ضمن المناطقِ المنزوعةِ السلاح.