وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 28 ألف طفل في سوريا منذ شهر آذار عام 2011، 80 بالمئة منهم قضوا على يد قوات النظام وميليشياته.
وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء تقريراً مفصلاً حول الانتهاكات بحق أطفال سوريا بمناسبة اليوم العالمي للطفل.
ووثَّق التقرير مقتل أكثر من 22 ألف طفل على يد قوات النظام، بينهم 196 طفلاً قضوا إثرَ هجمات بالأسلحة الكيماوية، و394 طفلاً قضوا إثرَ هجمات استخدم فيها النظام ذخائر عنقودية أو إثرَ انفجار مخلفات قديمة لذخائر عنقودية. و301 طفلاً بسبب نقص الغذاء والدواء جراء في العديد من المناطق التي تعرضت للحصار منذ آذار 2011.
وذكر التقرير أنَّ القوات الروسية قتلت 1872 طفلاً منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول 2015 بينهم 46 طفلاً قضوا جراء 232 هجوماً بذخائر عنقودية.
وأشار التقرير إلى مقتل 837 طفلاً على يد تنظيم الدولة منذ تأسيسه في نيسان 2013 إثرَ عمليات القصف العشوائي والاشتباكات أو تفجير المفخخات وعمليات الإعدام وزراعة الألغام قبل انسحابه من مناطق سيطرته.
ووفقَ التقرير فقد تسبَّبت عمليات القصف العشوائي لهيئة تحرير الشام أثناء هجماتها على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بشكل رئيس والاشتباكات في المناطق المأهولة بالسكان في مقتل ما لا يقل عن 60 طفلاً منذ تأسيس جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً) في كانون الثاني 2012 حتى 20 تشرين الثاني 2018 .
وطبقاً للتقرير فقد قتلت قوات التحالف الدولي 886 طفلاً منذ تدخلها في سوريا في 23 أيلول 2014 حتى 20 تشرين الثاني 2018.
واستعرَض التقرير انتهاكات قوات الإدارة الذاتية الكردية في المناطق التي تُسيطر عليها كالقتل خارج نطاق القانون والتجنيد الإجباري؛ وأوردَ التقرير أن 167 طفلاً قتلوا على يد تلك القوات منذ كانون الثاني/ 2014، وأن 588 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لها.
وسجَّل التقرير قتل فصائل في المعارضة المسلحة 975 طفلاً، سقط معظمهم جراء القصف العشوائي الذي تُنفذه قوات في المعارضة على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وجاء في التقرير أنَّ ما لا يقل عن 3155 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لنظام الأسد منذ آذار 2011 حتى 20 تشرين الثاني 2018.
وأشار التقرير إلى انتهاكات عدة بحق الأطفال من أبرزها التجنيد الإجباري للأطفال، كما تحدَّث عن قطاع التعليم حيث سجلت سوريا واحداً من أدنى معدلات الالتحاق بالمدارس على مستوى العالم، مضيفاُ أن 3 ملايين طفل سوري يعانون داخل سوريا من عدم تمكنهم من الالتحاق بالمدارس.
وبحسب التقرير فقد تضررت ما لا يقل عن 1173 مدرسة و29 من رياض الأطفال جراء القصف العشوائي أو المتعمّد لقوات النظام.
وتحدَّث التقرير عن أنَ الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال على مدى ثماني سنوات لا تتجسد مخاطرها فقط في صحة الأطفال الجسدية أو النفسية أو التعليم أو الرعاية الطبية، بل إنها تتجاوز ذلك كله لتحفر عميقاً في ذاكرتهم وتصوغ شخصياتهم على نحو مشوه.
وأوصى التقرير المجتمع الدولي بضرورة تأمين حماية ومساعدة للأطفال المشردين قسرياً من نازحين ولاجئين، وخصوصاً الفتيات منهن ومراعاة احتياجاتهن الخاصة في مجال الحماية تحديداً.
كما شدَّد التقرير على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة قانونياً وسياسياً ومالياً بحق النظام وحلفائه، وبحق جميع مرتكبي الانتهاكات في سوريا للضغط عليهم للالتزام باحترام حقوق الأطفال.