كما تمدهم الشمس بضوئها، يعيش معظم سكان مدينة إعزاز وريف حلب الشمالي معتمدين على الزراعة بشكل أساسي لتأمين قوت عيشهم، آلاف الهكتارات من المساحات المزروعة، تمدُّ أسواق القرى والبلدات بالمحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها لا سيما الصيفية منها، نظراً لطبيعة الأرض وتوفر الخيرات فيها، ومع هذا، فإن فائض الإنتاج وإغلاق طرق التصدير ذهب بتعب المزارعين أدراج الرياح.
مصطفى (مزارع) ” لدينا مواد الكمون والكزبرة اليانسون والفستق الحلبي .. هذه المواد يمن للمواطن أن يستهلك منها اثنان كيلو أو أكثر بقليل فيجب على المسؤولين أن ينظرون لنا بعين العطف وفتح ممرات للتصدير “
أبرز الصعوبات التي تواجه المزارعين أيضاً، هي ارتفاع الأسعار عموماً كالمحروقات والأسمدة والمبيدات، والمستلزمات الزراعية بالإضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة، إلا أن القمح والذي يعد بدوره المحصول الرئيس في المنطقة، فقد بلغ سعر الكيلو الواحد في الموسم الماضي مئة وأربعون ليرة سورية، وذلك بسبب التسهيلات والخدمات التي يقدمها المجلس المحلي بتنسيق مع منظمات وهيئات عدة.
محمود فاضل لحموني (مدير المكتب الزراعي في اعزاز) ” تم تأمين حوالي 300 مزارع وتزويده بمادة القمح مجانا مع السماد والمحروقات ضمن مشروع من إحدى المنظمات وهو فقط لمدينة اعزاز بالإضافة لبعض القرى
المشكلة ذاتها التي يعاني منها المزارعون، تشهدها السوق المحلية بعد توريد المحاصيل إليها، حيث تتقارب أسعار البيع هنا بتكلفة الإنتاج، ومع هذا فإن وصول آلاف النازحين والمهجرين قسراً إلى المنطقة واستهلاكهم من أسواقها،قد يخفف الخسائر أو يزيد الربح على التجار، ليبقى المستهلك بين هذا وذاك.