هو ولدُه ودليله، وقائد رحلة أبيه في دنياه المظلمة، نتيجة تلف الشبكية في عينيه، أبو يوسف الذي لا يحتاج إلى قميص ابنه ليرتد إليه بصرُه، بل إلى عمل جراحي خارج حدود وطنه.
جولة صغيرة تنتهي في غضون دقائق، ليعود يوسف بأبيه إلى سجنه الصغير في بلدة معبطلي بريف حلب، إلى جانب أطفاله الثلاثة وزوجته.
لا يختلف الأمر داخل المنزل بالنسبة لأبي يوسف عن خارجه، فكلاهما سيّان، أما بالنسبة للأطفال الصغار، فيقع على عاتقهم خدمةُ أبيهم هنا، وانتظارُ يوسف إلى أن يعود من عمله الشاق، الذي استبدل به مقاعدَ الدراسة منذ سنوات، ليؤمّن لقمة العيش.
عودة بصر أبي يوسف ممكنة بحسب أطبائه، لكنها خارج الأراضي السورية، ربما تركيا أو السعودية اللتين فشل في الوصول إليهما رغم المناشدات ونداءات الاستغاثة التي أطلقها مسبقاً، ليبقى دربُه ضيقاً مظلماً.