شهدت محافظة السويداء السورية، تصعيداً أمنياً جديداً يتمثل في حملة اعتقالات نفذتها ميليشيا “الحرس الوطني” التابعة لحكمت الهجري، يوم السبت الفائت، طالت ما يقارب عشرة أشخاص، أبرزهم الشيخ رائد المتني، أحد الوجوه البارزة في المحافظة والذي توفي لاحقا على خلفية الاعتقال وسط اتهامات بتعرضه للتعذيب.
وفي مؤشر على استمرار الاضطرابات، أكدت مصادر محلية اعتقال شقيق الشيخ رائد المتني ضمن حملة الاعتقالات التي ينفذها ما يُسمى بـ “الحرس الوطني” في السويداء. وقد تزامن ذلك مع وصول جثة المتني إلى مشفى السويداء الوطني صباح اليوم.
من جانبه أكد القيادي الممثل لمضافة شيخ الكرامة الشيخ ليث البلعوس، أن ميليشيا الحرس الوطني أحرقت بيوت عائلته، وأن “رجال الدين والثقافة والوجهاء يتعرضون لانتهاكات صارخة على يد الحرس الوطني”، واصفا ما يحدث بأنه “تكريس لنهج نظام الأسد”.
وبحسب مصادر محلية، اتهم “الحرس الوطني” المعتقلين بالسعي إلى تشكيل “تيار موازٍ” يهدف إلى تقويض مشروع الهجري وسلطته في المحافظة. وفي بيان رسمي له، ادعى “الحرس” أنه أحبط “اختراقاً أمنياً خطيراً” تم التخطيط له بالتنسيق مع الحكومة السورية، وأنه اعتقل “الخونة والمتآمرين”.
تسجيل مصور يحرك الغضب الشعبي
أثار تداول تسجيل مصور، يُظهر الشيخ المتني أثناء اعتقاله، موجة غضب واسعة بين أهالي السويداء، وظهر في التسجيل عناصر من “الحرس الوطني” يقومون بحلق لحيته وشاربيه عنوة وسط توجيه الشتائم، حيث لاقى هذا الفعل استنكاراً واسعاً، واعتبرته مصادر محلية إهانة عميقة لقيم المجتمع في المحافظة وليست مجرد اعتداء على شخص الشيخ.
وبدأت الأحداث بحملة اعتقالات نفذها “الحرس الوطني” مساء السبت لتقويض إمكانية تشكيل تيار موازٍ يهدد نفوذ الهجري، كما أصدر بياناً ادعى فيه إحباط “مؤامرة” مدبرة بالتنسيق مع دمشق، ويأتي هذا التصعيد في سياق حالة الاستقطاب داخل المحافظة منذ سيطرة المشروع الانفصالي في تموز 2025، وقد سُلّمت إدارة السويداء فعلياً إلى هياكل محلية بقيادة الهجري.
من جهته، اتهم سليمان عبد الباقي، مدير الأمن الداخلي في السويداء، الهجري بـ”مصادرة قرار المحافظة”، مشيراً إلى أن الحكومة المركزية قادرة على التدخل لكنها تحاول تجنيب المنطقة “حمامات دم” جديدة.






