يواصل العديد من المعلمين إضرابهم في شمال غربي البلاد، مطالبين بعدة إجراءات في مقدمتها رفع الرواتب، فيما قدمت مديريتا التربية بإدلب وحلب وعوداً بزيادة “قريبة”.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية بعض البيانات الصوتية المنسوبة لمسؤولين من مديريات التربية تعد بتغيير قريب في جداول الرواتب وبحل المسائل العالقة، لكن ما أثار استياء المحتجين هو عدم خروج بيان من الوزارة أو تصريح واضح ومحدد من الوزير، وهو ما دفع البعض للمطالبة بإقالته.
واجتمع اليوم مدير التربية في حلب، أنس قاسم، مع مدرسين محتجين، بمقر المديرية، وقدم لهم جملة من الوعود بتحقيق المطالب، وفق ما أكدته المُدرسة عائشة عبيد في الأتارب بريف حلب الغربي، لقناة حلب اليوم.
وأوضحت أن قاسم أكد في الاجتماع وجود زيادة على الرواتب، دون تحديد النسبة أو المبلغ، أما عن الموعد فقد أوضح أنه سيكون إما في ذكرى يوم التحرير أو مع بداية رأس السنة الجديدة.
وذكرت أن مدير تربية حلب، وعد المعلمين خلال الاجتماع بأنه سيخرج معهم في احتجاجاتهم في حال لم تلتزم الوزارة بزيادة الرواتب.
كما وعد قاسم بأن التربية سوف تحتسب سنوات التدريس خلال الثورة للمفصولين عن التربية أيام النظام البائد، وفقاً لعبيد.
كما اجتمع أمس مجموعة من المعلمين مع مدير التربية في إدلب عمر لطوف، حيث خلص الاجتماع إلى توضيح آلية الزيادة المرتقبة، وفق ما أكده عدد من المحتجين الذين شاركوا في جلسة مطولة مع مدير التربية.
ولا يزال الإضراب مستمراً حتى اليوم في نسبة كبيرة من مدارس ريف حلب، وإدلب، رغم تلك التأكيدات، فيما تباينت ردود أفعال المدرسين وسط حالة من التخبط في صفوف المحتجين بشأن تعليق الإضراب بعد ردود التربية.
من جانبه يقول المدرس محمد عبدو، من ريف إدلب الشرقي إنه لا يثق بتلك الوعود كثيراً حيث سمع بها المدرسون مراراً، مؤكداً أن من ضمن ما أثار استياء العاملين في التعليم هو رفع رواتب العسكريين والأمنيين مباشرة مع تقديم ميزات متعددة لهم، وقد تم تنفيذ ذلك فوراً دون تقديم وعود يصفها بأنها “إبر مخدرة”.
لكن في حال تعهدت التربية بقرارات واضحة المعالم، وموعد ونسبة محددتين للزيادة، فإن ذلك كفيل بعودة المدرسين للتعليم وإنهاء الإضراب، حيث إنهم يريدون فقط رؤية تجاوب من قبل الحكومة، وفقاً لعبدو.
وفي إدلب قال مدرس الحاسوب طه كردوش لقناة الأخبارية إنه شارك في الاجتماع، حيث بحث “موضوع التهديدات التي وصلت لبعض المشاركين في الإضرابات، حيث أكد المدير أن هذه التهديدات لا تمثل إلا أصحابها، وموضوع الزيادة، إذ ستحدد بـ 280 دولاراً لحملة المعاهد، و300 دولار لحملة الشهادات الجامعية”.
من جانبه، أكد مدير مدرسة في تجمع قاح حسن درويش، أن اللقاء مع مدير التربية ركز على المطلب الأساسي وهو زيادة الرواتب، معتبراً أن ذلك يمنح المعلمين دافعاً إيجابياً لمناقشة الأمر مع زملائهم والعودة إلى المدارس.
أما مدير مدرسة في مخيمات كللي بكار حميدي، فقال: “خلاصة الأمر أن حقوقنا عند سيادة الرئيس، ونحن نثق بوعوده. وقد تلقينا تأكيدات بوجود زيادة قريبة، وبالنسبة لي، سأعود إلى الدوام ابتداءً من صباح الغد، إذ لدي أربعة أطفال في المدرسة نفسها ولا نريد ضياع مستقبلهم”.
بدوره، أشار مدرس اللغة الإنكليزية محمد سكري إلى أن الاجتماع كان مطولاً، وقد تلقى المعلمون وعوداً قطعية بزيادة مبدئية قبل رأس السنة، بحيث تصل إلى 280 دولاراً لحملة المعاهد و300 دولاراً لحملة الإجازة الجامعية.
ويدعو المعلمون في محافظتي حلب وإدلب، إلى وضع جدول زمني واضح لعملية رفع الرواتب التدريجية التي يتحدث عنها بعض المسؤولين، كما يطالبون بإيجاد حل نهائي لمشكلة تثبيت الوكلاء وغير ذلك من المشاكل المتعلقة بتعويض وسائل النقل وتأمين الكتب والمستلزمات.
ونظم عدد من المعلمين وقفة احتجاجية أمام مديريتي التربية في إدلب وحلب، أمس الأحد 16 تشرين الثاني، حيث دخل “إضراب الكرامة” أسبوعه الثاني.






