أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، أن زيارته التاريخية إلى البيت الأبيض تمثل “بداية استراتيجية جديدة” للعلاقات بين دمشق وواشنطن، منهيةً بذلك ستة عقود من العزلة السياسية بين البلدين.
جاء ذلك في مقابلة شاملة أجراها الشرع مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية اليوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني، عقب محادثاته مع نظيره الأمريكي.
الدعوة لتنسيق عسكري مباشر ومستقبل التعاون الاقتصادي
شدد الرئيس الشرع على ضرورة بناء تحالف جديد مع الولايات المتحدة، داعياً إلى تنسيق أمريكي مباشر وفوري مع الحكومة السورية بشأن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي ومكافحة تنظيم الدولة وكافة ملفات الأمن الإقليمي.
وأشار الشرع إلى أن سوريا “شاركت في العديد من المعارك ضد تنظيم الدولة خلال السنوات العشر الماضية وخسرت الكثير من الرجال”، مما يستوجب النظر إليها كشريك أمني.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد الرئيس السوري أنه بحث مع نظيره الأمريكي فرص الاستثمار المستقبلية، مشدداً على ضرورة النظر إلى سوريا “كحليف جيوسياسي وفرصة اقتصادية، خاصة في مجال استخراج الغاز، لا كتهديد أمني”.
من جانبه ذكر وزير الداخلية الأمريكي، دوغ بيرغام، أمس، أن الولايات المتحدة تبحث مع الجانب السوري فرص الاستثمار في حقول النفط والغاز الواقعة على الأراضي السورية.
موقف دمشق من اتفاقات أبراهام والجولان المحتل
حول المحادثات المحتملة مع إسرائيل، أوضح الرئيس الشرع أن الوضع السوري يختلف عن الدول المنضمة إلى “اتفاقات أبراهام”، مؤكداً أن دمشق “ليست بصدد التفاوض حالياً في هذا المسار”.
ونفى إجراء أي محادثات مباشرة حالياً مع تل أبيب، لافتاً إلى أن إسرائيل “تحتل الجولان”، معتبرا في الوقت ذاته أن الإدارة الأمريكية “يمكن أن تساعد في الوصول إلى نوع من التفاوض” مع الجانب الإسرائيلي.
كما أكد الرئيس الشرع أن سوريا دخلت عهداً جديداً بعد الإطاحة بالنظام السابق، وهو ما يمهد لبناء الاستراتيجية الجديدة مع واشنطن.
الموقف من روسيا
كشف الشرع عن تفاصيل المحادثات مع روسيا، مشيراً إلى أن جزءاً منها ركز على تسليم المطلوبين، بمن فيهم بشار الأسد، إلا أنه أشار إلى أن “موسكو لديها موقف مختلف”. وأضاف أن سوريا “أنشأت هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية تضمن محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين بمن فيهم بشار الأسد”.
وفي ختام المقابلة، كشف الشرع عن لقائه بوالدة الصحفي الأمريكي المختفي أوستن تايس، مؤكداً “بذل أقصى الجهود للحصول على معلومات بشأن مصيره”.






