على هامش زيارته الرسمية للعاصمة الأمريكية واشنطن، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم، الاثنين، حشداً كبيراً من أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة. اللقاء، الذي وصفه المشاركون بـ “العفوي” و “الإيجابي”، جرى بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توماس باراك.
ويأتي هذا اللقاء قبيل القمة المرتقبة بين الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث استعرض الرئيس إنجازات الدبلوماسية السورية، بقيادة الشيباني، مؤكدا أنها استطاعت تحقيق “إنجازات كبيرة خلال 11 شهرًا”، حيث تمكنت سوريا من الوصول إلى مراحل مهمة في وقت قصير بعد أن كانت “معزولة تمامًا”.
أبرز رسائل الشرع للحضور
أكد الشرع أن كل الخطوات كانت “مدروسة وموفقة”، مشيراً إلى وضع استراتيجية لبناء سوريا حتى قبل “معركة التحرير”، مشددا على أن “الحفاظ على النصر كُلفته أكبر من تحقيق النصر ذاته”، وأن العمل المستقبلي “كبير ومكلف”.
وحول أهمية الوحدة الداخلية، فقد رأى أن أعظم رأس مال لسوريا هو “وحدة الشعب السوري في الداخل”، مؤكداً ضرورة الاتحاد رغم عدم الاتفاق بالضرورة على كل شيء، حيث وضعت الحكومة “استراتيجية وطنية كبرى للنهوض”، بعيداً عن سياسة “إطفاء الحرائق”.
ونظر الشرع إلى عام 2026 باعتباره “عام النهضة السريعة” بعد التخلص من القيود الحالية، كما أوضح أن التحضير العسكري لمعركة التحرير سبقه خطة لوجستية لضمان استمرار الخدمات وحماية المدنيين، مؤكداً أن قيمة السلطة تنبع من كرامة الشعب.
عفوية اللقاء ومناشدة لرفع العقوبات
شارك في اللقاء أكثر من 750 شخصاً من مختلف الولايات، وحظي اللقاء بتوصيفات إيجابية من الحاضرين.
وأشار محمد طاهر خير الله، عمدة بلدية بروسبكت بارك في نيوجيرسي، في حديثه لحلب اليوم، إلى أن اللقاء خرج عن البروتوكولات، حيث استقبل الشرع الأسئلة والمداخلات بعفوية، مما خلق انطباعاً عن قيادة منفتحة.
وذكر خير الله أن الرئيس ركز في حديثه على العقوبات، باعتبارها “العقبة الأساسية أمام نهضة سوريا”. وقد دعا الشرع المبعوث الأمريكي توماس باراك للضغط على هيئة العلاقات الخارجية في الكونغرس تحت قيادة عضو مجلس الكونغرس براين ماست، للدفع باتجاه رفع هذه القيود.
بدوره أكد حميد إمام، أحد المشاركين، أن الشرع “تحدث هذه المرة باللهجة العامية مبتعداً قليلاً عن الفصحى، وأظهر روحاً فكاهية لافتة، وتعامل مع المقاطعات بصدر رحب”.
وأضاف أنه شدّد على امتلاكه استراتيجية وطنية كبرى للنهوض بالبلاد، بعيداً عن سياسة “إطفاء الحرائق”، وتطرق إلى خطط تحرير سوريا، موضحاً أنّ التحضير العسكري سبقته خطة لوجستية لضمان استمرار الخدمات وحماية المدنيين قبل تحقيق النصر العسكري.
من جانبه، أشار وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى أن رفع العقوبات هو “البداية فقط”، وأن أمام السوريين “عملاً طويلاً ومتعباً لبناء البلاد”، مؤكدا أن دول الجوار والدول الصديقة “تعوّل على أن تلعب سوريا دوراً تاريخياً في الاستقرار والنهوض”، كما أعلن عن زيارة مرتقبة له إلى الصين.






