وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم السبت الموافق 8 تشرين الثاني/نوفمبر، إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية تاريخية، من المقرر أن تبلغ ذروتها بلقاءٍ مع نظيره الأمريكي الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، يوم الاثنين 10 تشرين الثاني/نوفمبر.
جاءت هذه الزيارة بعد إعلان البيت الأبيض مطلع الشهر الجاري عن هذا اللقاء المرتقب، الذي سيركز على مناقشة “التطورات السياسية ومساعي إحلال السلام في المنطقة”. وكان الرئيس الشرع قد شارك قبل أيام على رأس وفد حكومي في أعمال القمة الرئاسية لمؤتمر المناخ “COP30” في مدينة بيليم البرازيلية.
وقد التقى الشرع هناك بعدد من رؤساء الدول والمنظمات الدولية. وتأتي هذه الزيارة لواشنطن تتويجاً لزيارة سابقة لنيويورك في أيلول/سبتمبر للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ترحيب الجالية
تعتزم “اللجنة المنظمة للجالية السورية في الولايات المتحدة” تنظيم وقفة ترحيبية حاشدة بالرئيس الشرع في ساحة لافاييت المقابلة للبيت الأبيض، صباح يوم الاثنين. ووفقاً للبيان الصادر عن اللجنة، فإن الهدف من الفعالية هو “الاحتفاء بأول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ أكثر من سبعين عاماً”، إلى جانب تحقيق جملة من المطالب، أبرزها المطالبة “بإلغاء قانون قيصر بشكل كامل”، والتأكيد على “دعم وحدة الأراضي السورية بمختلف مكوناتها”.
ولضبط سير الفعالية، دعا عضو اللجنة المنظمة، حميد إمام، عبر منشور على “فيسبوك”، المشاركين إلى الالتزام بالتعليمات والابتعاد عن أي شعارات أو لافتات حزبية أو طائفية، والاكتفاء برفع العلمين السوري والأمريكي “لإبراز هوية الحدث ورسالة الوحدة الوطنية”. كما طلب من المشاركين ارتداء اللونين الأبيض أو الأخضر لتوحيد المظهر العام.
لقاءات مع منظمات المجتمع المدني
في إطار برنامج زيارته، من المقرر أن يعقد الرئيس الشرع، برفقة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، سلسلة لقاءات مع ممثلي المنظمات السورية في الولايات المتحدة. وسيركز اللقاء، وفقاً لما أعلنته القناة الإخبارية السورية، على مناقشة “القضايا المتعلقة بالجالية السورية ونشاطها في الولايات المتحدة”.
وفي إطار الدفع السياسي لإلغاء العقوبات؛ يأتي هذا اللقاء في أعقاب تحرك سياسي مكثف قادته منظمات سورية-أمريكية. فقد أعلن محمد علاء غانم، رئيس الشؤون السياسية في “المجلس السوري الأمريكي”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، عن توجيه كتاب رسمي موقّع من تحالف يضم 15 منظمة سورية أمريكية – من بينها “مواطنون من أجل أمريكا آمنة” و”الجمعية السورية الأمريكية للأطباء” – إلى الرئيس ترامب.
وحثّت الرسالة الرئيس الأمريكي على “التدخل الفوري لإلغاء قانون قيصر بشكل كامل”، من خلال حث النائب برايان ماست، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، على تأييد الإلغاء. واعتبرت الرسالة أن هذه الخطوة هي “العقبة التشريعية الأخيرة” أمام رفع العقوبات بشكل كامل، مما يمكّن سوريا من “استعادة كامل إمكاناتها الاقتصادية”.
وأضاف غانم أن الرسالة أشادت بخطوة ترامب السابقة برفع العقوبات، معتبرة أنه “وفى بوعده للسوريين”، لكنها أكدت أن الإلغاء الكامل للقانون من قبل الكونغرس هو الخطوة الضرورية “لترسيخ هذا الإنجاز التاريخي”. وطالبت الرسالة الرئيس ترامب بالتواصل المباشر مع النائب ماست “قبل أيام” من لقائه المرتقب مع الرئيس الشرع، معربة عن ثقتها بأن ترامب “وحده يمتلك المهارة والقدرة الكافيتين لإتمام ‘فن عقد الصفقة’ “.






