شهدت محافظتا اللاذقية ودرعا عمليات أمنية طالت شخصيات نافذة من بقايا النظام البائد، بينهم ضباط وعناصر أمن وعسكريون، ضمن حملة مستمرة شملت قادة مجموعات محلية ارتبط اسمها بجرائم حرب وانتهاكات طالت مدنيين خلال سنوات الصراع.
يأتي ذلك في سياق ما وصفته وزارة الداخلية بـ“تكثيف الجهود لملاحقة المتورطين في أنشطة إجرامية وعمليات تستهدف الأمن والاستقرار”.
توقيف شخصيات مرتبطة ببشار طلال الأسد
أعلنت وزارة الداخلية القبض على كلٍّ من صقر سهيل محلا وهياج كامل إبراهيم في محافظة اللاذقية، بعد عملية رصد ومتابعة أمنية. وتصف الوزارة الموقوفَين بأنهما من “رؤوس العصابات” التابعة لبشار طلال الأسد، ومتورطان في جرائم تشمل تجارة المخدرات، السرقة والسطو المسلح، القتل، واستهداف مواقع عسكرية وأمنية خلال أحداث آذار الماضي.
وجرى تحويل الموقوفَين إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية، في خطوة تُعدّ من أوضح المؤشرات على إنهاء نفوذ مجموعات كانت تحظى لسنوات طويلة بحماية النظام.
القبض على اللواء نائف صالح درغام
في عملية نوعية أخرى بتاريخ 27 تشرين الأول، ألقت قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب القبض على اللواء المتقاعد نائف صالح درغام من ريف اللاذقية الشمالي.
شغل درغام سابقًا منصب النائب العام العسكري، المرتبط بالمحاكم العسكرية والميدانية التي وثقت منظمات حقوقية انتهاكات واسعة ارتُكبت عبرها خلال سنوات الحرب، ما يجعل توقيفه حدثًا لافتًا على مستوى الرمزية السياسية والأمنية.
وامتدت الحملة لتشمل مؤخرا توقيف آصف محسن يونس، الذي عمل محققًا في مفرزة أمن الدولة بجبلة، وسط احتفالات شعبية في المدينة عقب نبأ توقيفه، لارتكابه جرائم حرب بحق مدنيين.
كما ألقت قوى الأمن القبض على العقيد المتقاعد صالح عوض المقداد من درعا، الذي ارتبط اسمه بالقتال في صفوف الفرقة 25 بقيادة سهيل الحسن، والمتورطة في عمليات قتل وإبادة بحق مدنيين خلال سنوات الثورة.
تفكيك خلايا في الساحل مرتبطة بشخصيات نافذة
إلى جانب التوقيفات الفردية، أعلنت وزارة الداخلية تنفيذ عمليات أمنية لتفكيك خلايا “إرهابية وإجرامية” قالت إنها متورطة في استهداف حواجز الأمن والجيش، تنفيذ اغتيالات وخطف، تهديد مواقع حكومية، وإشاعة الفوضى والشائعات.
ووفق مصادر أمنية محلية، تضم الخلايا شخصيات من الساحل، أبرزها: خلايا تتبع نَمير بديع الأسد، ومجموعات مرتبطة بمحمد جابر ورامي مخلوف.
وتأتي هذه الإجراءات بعد اعتقال نمير الأسد منتصف تشرين الأول في ريف اللاذقية، إلى جانب شخصيات أخرى مثل وسيم الأسد وعاطف نجيب، وجميعهم ارتبطت أسماؤهم بانتهاكات وامتيازات خلال حقبة النظام البائد.
طرطوس… عمليات أمنية واسعة
نفذت وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الدفاع حملة أمنية في محافظة طرطوس إثر مقتل عنصرين من قوى الأمن الداخلي.
وقال العقيد عبد العال عبد العال، قائد الأمن الداخلي في المحافظة، إن وحدات “المهام الخاصة” و“الفرقة 56” التابعة لقوات الأمن والجيش استهدفت مجموعات خارجة عن القانون، كما أعلن عن توقيف خلية من ثلاثة أشخاص، هم: غالب صالح، حيدر شداد، ومحمد رفيق، جميعهم من ريف بانياس، واتُهموا بتنفيذ هجمات تهدد الأمن المحلي.
وتشير هذه التطورات إلى تقدم مستمر في فرض الأمن وتفكيك الشبكات التي كانت تتبع للنظام البائد لعقود، مع تقدم في إنهاء ملف المجموعات المسلحة بعد انتهاء الحرب وسقوط الأسد.






