أثارت جريمة خطف وقتل الطفلة السورية ختام محمد نواف، البالغة من العمر ثماني سنوات، في حارة الناعمة التابعة لقضاء الشوف وسط لبنان، صدمة عارمة وغضباً واسعاً بين اللبنانيين والسوريين على حد سواء، وسط تساؤلات حادة حول تصاعد مستوى الجريمة وغياب الإجراءات الرادعة.
وبحسب مصادر أمنية وإعلامية لبنانية، أقدم شخص من أصول سورية – فلسطينية على خطف الطفلة وشقيقها علي (6 سنوات)، مساء السبت، بينما كانا في طريقهما إلى الدكان قرب مسجد أبي بكر في البلدة. ووفق التحقيقات الأولية، استدرج الجاني الطفلين بحجة شراء بعض الحاجيات لهما، قبل أن يعتدي على الطفلة جسدياً ويقتلها، ثم يرمي جثتها في البحر، فيما نجا شقيقها بعد تعرضه لمحاولة الاعتداء بالضرب.
وأفادت التقارير أن الصبي تمكن من العودة إلى الحي في حالة صدمة، وأخبر الجيران بما حدث، ما دفع شبان المنطقة إلى التحرك السريع والقبض على المجرم قبل تسليمه إلى القوى الأمنية. وتم العثور على جثة الطفلة صباح الأحد، بينما باشرت السلطات تحقيقاً موسعاً لكشف الدوافع الحقيقية وراء الجريمة.
صدمة مجتمعية وغضب شعبي
هزّت الجريمة وجدان اللبنانيين، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من ردود الفعل الغاضبة التي طالبت بتشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم، ووقف التسيّب الأمني المتزايد. وأصدر أهالي حارة الناعمة بياناً شديد اللهجة وصفوا فيه ما جرى بأنه “ناقوس خطر يقرع ضمير كل مسؤول”، مؤكدين أن ما حدث “ليس حادثاً فردياً بل نتيجة تراكمات من الإهمال والفوضى”.
وحمل البيان الجهات الرسمية مسؤولية ما وصفه بـ”الإهمال المزمن”، مطالباً بـ”خطة طارئة لإعادة تنظيم البلدة وضبط الإيجارات ومراقبة الوافدين إليها، حفاظاً على ما تبقى من أمان وسلام”.
أزمة أمنية واجتماعية أعمق
تأتي هذه الجريمة في سياق متصاعد من الجرائم الفردية والعنف المجتمعي الذي يشهده لبنان في ظل أزمة اقتصادية خانقة وانهيار مؤسساتي متفاقم، ما جعل الأمن الاجتماعي هشاً في العديد من المناطق. ويرى مراقبون أن الفراغ الأمني وضعف الرقابة المجتمعية يسهمان في تفاقم مثل هذه الحوادث، بينما تتصاعد الأصوات المطالِبة بإعادة هيكلة العمل الأمني وتعزيز الثقة بين المواطنين والدولة.
كما سلطت الحادثة الضوء على هشاشة العلاقات بين اللاجئين والمجتمعات المحلية، إذ يخشى البعض من استغلال الجريمة في تأجيج خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين، رغم أن القضية تحمل طابعاً فردياً وجنائياً بحتاً، وفق بيانات أولية من الأمن اللبناني.
وأعادت الحادثة طرح أسئلة حول واقع الأمن في لبنان، وحول قدرة الدولة على حماية الأطفال والمجتمعات المحلية من الانفلات الأخلاقي والاجتماعي وردع الجريمة قبل وقوعها.






