توفي الشاعر والكاتب والسياسي السوري حسن النيفي، اليوم الخميس، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 62 عاما، لينتهي بذلك مسار حياته التي كانت مليئة بالعمل السياسي والأدبي، برز خلالها كمعارض لنظام الأسد عانى القمع والسجن والتهجير.
وُلد النيفي عام 1963 في مدينة منبج بمحافظة حلب شمال سوريا، وتجمع سيرته بين مسارين متلازمين: مسار أدبي إبداعي كشاعر له إسهامات نقدية، ومسار سياسي تخللته سنوات طويلة في السجون وامتد بعدها إلى العمل ضمن مؤسسات المعارضة السورية، وتشكّل تجربته نموذجاً لأحد أبناء جيل الستينيات الذين تشكل وعيهم في مرحلة حرجة من تاريخ سوريا.
النشأة والتعليم
نشأ الشاعر في أسرة ريفية بسيطة في مدينة منبج، وهي مدينة وصفها بأنها تجمع بين الطابع البدوي والحضري، وقد درس المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارسها ثم انتقل بعدها إلى مدينة حلب ليدرس في جامعتها، وحصل على إجازة في الأدب العربي (كلية الآداب – قسم اللغة العربية) عام 2003، حيث أتم دراسته الجامعية بعد خروجه من السجن.
ويعد أحد الشعراء البارزين لمدينته، ويتميز شعره بالانتماء إلى القصيدة العمودية التقليدية، مع احتفاظه بأصالة التراث الشعري العربي وقدرته على شحن قصائده بمشاعره وهواجسه.
ومن أعماله الشعرية المطبوعة، ديوان “هواجس وأشواق”، وديوان “رماد السنين”، وديوان “مرافئ الروح”، وغيرها، كما حاز جوائز ونشاطات أدبية، حيث حصل على الجائزة الثانية في مسابقة الشاعر عمر أبو ريشة في محافظة إدلب عام 2003، ونشر نتاجه الأدبي في العديد من المجلات والصحف السورية، وكتب دراسات نقدية أدبية وفكرية.
المسار السياسي وسنوات الاعتقال
انخرط النيفي في النشاط السياسي خلال المرحلة الجامعية، متأثراً بالأجواء السياسية الساخنة في سوريا خلال ثمانينيات القرن الماضي، وفي عام 1986، وهو في سنته الجامعية الرابعة، اعتُقل من قبل فرع الأمن السياسي في حلب، حيث استمر اعتقاله لمدة خمس عشرة عاماً حتى عام 2001.
بدأت رحلته في فرع الأمن السياسي في حلب، حيث تعرض للتعذيب، ونُقل بعدها إلى سجن حلب المركزي، وقضى فيه خمس سنوات، ثم في عام 1991، رفض التوقيع على وثيقة أمنية تفرض شروطاً مثل الإعلان عن التوقف عن نشاطه السياسي والندم، فلم يُفرج عنه ونُقل إلى سجن عدرا في ريف دمشق.
وبعد رفضه مجدداً للتوقيع على وثيقة مماثلة عام 1995، نُقل إلى سجن تدمر العسكري، الذي وصفه بأنه المكان الأكثر قسوة وتعذيباً، وقضى فيه ست سنوات، و أخيراً، نُقل إلى سجن صيدنايا حيث قضى الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل إطلاق سراحه في 2001.
النشاط السياسي في الثورة السورية
بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، انخرط النيفي في العمل الثوري ضد نظام الأسد، حيث شارك في تأسيس “المجلس المحلي” في مدينة منبج، وكان عضوًا في المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب الحرة ورئيسًا لمكتبه السياسي خلال فترتي 2013-2014.
في عام 2015، شارك في تأسيس “حزب النداء الوطني الديمقراطي” واختير رئيساً لمكتبه السياسي، كما شارك أيضاً في تأسيس “التجمع الديمقراطي السوري” عام 2016، وهو تحالف لأحزاب ذات توجه ديمقراطي.
وبرز النيفي أيضا كمحلل سياسي، حيث شارك بشكل متكرر في العديد من الحوارات على قناة حلب اليوم، وشارك في نشراتها الإخبارية وبرامجها الحوارية، وفي غيرها من القنوات السورية، كما برز ككاتب صحفي نشر مقالاته في العديد من المواقع بما فيها موقع حلب اليوم.
واستمر نشاطه السياسي بعد تحرير البلاد من النظام البائد، حيث بقي عضوا في اللجنة الإدارية في الهيئة الوطنية السورية، وتابع عمله الصحفي والإعلامي حتى وفاته.






